responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 105

الفصل الثالث: أسفاره‌

أمّا أسفاره فكثيرة لا تحصى، ونحن نذكر المشهور منها، فمن ذلك حِجّتَهُ الأولى سنة (1181 ه-) المؤرخة بقصيدة للسيد صادق الفحَّام يهني الشيخ فيها بقدومه، ويؤرخ ذلك العام بقوله.

وبذَلْتُ أَقْصَى الجُهْدَ في تَأرِيخِهِ‌

نِلْتَ المنُى بمنىً وَجِئْتَ حَمِيدا

وكان الطريق على البرّ يؤمئذ مخوف، ودون التشرف بتلك البقعة المقدسة خوض الحتوف، ولم يكن على ذمة قوم، تلتزم به كاليوم، فلذا كان طعمة للغائر، وفريسة للوارد والصادر، وكانت الناس تذهب على طريق البحر، فتجد البؤس الشديد والضّر، وربما يحول عليهم عام كامل، ولا يقع السير بهم على حاصل، فجهز الشيخ جماعة من أهل النجف المعروفين بالشجاعة، وأمرهم بالسير معه، وهيأ لكل واحد عُدّة من السلاح مجتمعة، فمما يقال أنّ والدة الشاه المعظم فتح علي شاه كانت في النجف فرغبت في الحج ولم يكن رجل من ذويها وأهليها ليسير بها، فأرسلت إلى الشيخ تسأله أن تسير بخدمته على أن يعقد عليها منقطعاً، فأجاب إلى ذلك، وقفل بها معرّساً برحله خارج البلد، وباتوا الليل حتى إذا سلّ الفجر من غمد الدجى عضبه‌[1]، أخذ الحادي في البيداء ركبه، فلم يبق في النجف شريف ولا وضيع إلا خرج للتوديع، وأوصلوا الشيخ إلى عين الرحبة حفاة وراكبين، ثم رجع المشيعون وبقي زهاء مائتي فارس خلفه مدلجين‌[2]، خوفاً عليه من غارة الأعراب، والسلب والانتهاب فلما علم الشيخ بأمرهم أمرهم بالرجوع، وقال لهم: أن معنا من جند الله ما هو أشد حولا وقوة فرجعوا إلَّا ثلاثين من خدمه الذين استصحبهم وباقي الفقراء والمؤمنين.


[1] العضب: السيف.

[2] مدلج: السير في الليل.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 105
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست