فقد أشار به إلى ما صح
عنه صلّى الله عليه و آله و سلّم في أحاديث متعددة منها أنه لما نزلت آية (إِنَّ
اللَّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً)[2]، قالوا: (يا رسول الله قد علمنا كيف
نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ فقال: قولوا: اللهم صل على محمد و آل محمد، فدلّ على أن
الصلاة عليهم من جملة المأمور به، و إنه أقامهم في ذلك نفسه)[3]. و روى عنه أنه قال: (لا تصلوا علىَّ
الصلاة البتراء فقالوا: و ما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون اللهم صلِّ على محمد و
تمسكون بل قولوا اللهم صل على محمد و آل محمد)[4].
و سئل صلّى الله عليه و آله و سلّم (كيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا؟
فقال: إذا أنتم صليتم علي فقولوا: اللهم صل على محمد و آل محمد)[5].
و عن النووي نقل كراهية
إفراد الصلاة و السلام عليه عن العلماء[6].
و الحاصل أنه يظهر من جملة الأحاديث وجوب الصلاة على الآل كما هو قول الإمام
الشافعي:
كفاكم من عظيم الفخر أنكم
من لم يصلِّ عليكم لا صلاة له
نفي لصحة الصلاة لا
لكمالها لأن ذلك مقتضى قوله. و قد ظهر أن هذه الآية و هي آية المودة صريحة الدلالة
على وجوب حبهم و موالاتهم.