responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدين النصيحة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 62

الفرع الأول: النصيحة مع الغيبة[1]

إن الله تعالى جعل لحضور المؤمن حرمة وهيبة فحرَّم النيل من كرامته وعرضه بحضوره وحرَّم الغمز عليه واللمز له والاستهزاء به والتسخيف والاساءة له، وكذلك جعل الله تعالى لغيابه حرمة فلا يجوز النيل منه في غيابه ولا يجوز تسقيطه والتشهير به. قال الله تعالى: [وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ‌][2]. فالآية الشريفة تصور المغتاب يأكل لحم أخيه ميتاً وهو أمر يكرهه الإنسان وينفر منه ويستبشعه وكذلك حقيقة الإغتياب. وفي الآية الشريفة إشارة دقيقة الى أن الذي يغتاب مؤمنا وينال منه في غيابه حيث لا يتمكن من الدفاع عن نفسه إنما يقتله فيأكل لحمه وهو ميت، وذلك أن الذي يغتاب المؤمن يسقطه في المجتمع ويسلب عنه ثقة الناس وإحترامهم، ومن يفقد ثقة الناس وحبهم وإحترامهم وتعاونهم إنما هو ميت من الأحياء، والذي إغتابه مسئول عن هذه الجريمة. روي‌


[1] إِختلف الفقهاء في تعريف الغيبة منها: هي ذكر الإنسان الغائب بسوء مع قصد نقصه وحصول النقص ولو عند السامع لإطلاعه ما لم يعلمه، فجامع القيود المذكورة فهو منها موضوعاً وكلما لم يجمع القيود المذكورة فليس منها موضوعاً وإن شاركها حكماً بل كان أشد منها تحريماً.( المكاسب المحرمة، الشيخ مهدي كاشف الغطاء).

ومنها: وهي أن يذكر المؤمن بعيب في غيبته سواء أكان بقصد الإنتقاص أم لم يكن، وسواء العيب في بدنه أم في نسبه أم في خلقه أم في فعله أم في قوله أم في دينه أم في دنياه أم في غير ذلك مما يكون عيباً مستوراً عن الناس، كما لا فرق في الذكر بين أن يكون بالقول أم بالفعل الحاكي عن وجود العيب، والظاهر إختصاصها بصورة وجود السامع بقصد إفهامه وإعلامه أو ما هو في حكم ذلك

[2] سورة الحجرات، آية:( 12).

نام کتاب : الدين النصيحة نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ عباس    جلد : 1  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست