مسجد جعفي، والثالث مسجد غني، والرابع مسجد الحمراء ... وإن مسجد السهلة مناخ الخضر، وما أتاه مغموم إلا فرَّج الله عنه، ونحن نسمي مسجد السهلة بمسجد القرى‌). وأما تسميته بالمسجد البِرِّي، فهو من البرِّ أي الاتساع في الإحسان والزيادة، وأما تسميته بمسجد عبد قيس فذلك لأنه يقع في خطة بني عبد القيس. وأما تسميته بمسجد بني الظفر فلأنه يجاور ويحادد خطة بني الظفر. وأما تسميته بمسجد السهلة فلأن كلمة السهلة لغةً هي كلّ رملة حمراء، وكل حصباء ورمل هكذا مختلطين فهو كوفة. و إلى هذا تعود تسمية المسجد ب- (السهلة) لكونه يقع في بقعة تكثر فيها تلك الرمال الحمراء.

فضل مسجد السهلة: اعلم أنه ليس في تلك البقاع مسجد يضاهي مسجد السهلة فضلًا وشرفاً، بعد مسجد الكوفة وهو بيت إدريس (ع) وإبراهيم (ع)، ومنزل الخضر (ع) ومسكنه، وعن أبي بصير عن الصادق (ع) قال: قال لي (ع): (يا أبا محمد كأني أرى نزول القائم (صلوات الله عليه‌) في مسجد السهلة بأهله وعياله، ويكون منزله، وما بعث الله نبياً إلا وقد صلّى فيه، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحن إليه‌). وعن عمار بن أبي اليقظان قال: (كان عند أبي عبد الله (ع) جماعة وفيهم رجل يقال له أبان بن نعمان فقال (ع): أيّكم له علمٌ بعمي زيد بن علي؟ فقال أبان: أنا أصلحك الله قال (ع): وما علمك به؟ قال: كنا عنده ليلة، فقال: هل لكم في مسجد سهلة. فخرجنا معه إليه اجتهاداً أو كما