قومه، فيقول: يا فلان كأني بك قد دعاك دعيّ
بني أمية وأبن دعيها فيطلبني منك، فتقول: هو بمكة، فيقول: لا أدري ما تقول: ولا بد
لك أن تأتي به. فتخرج إلى القادسية فتقيم بها أياما فإذا قدمت عليك ذهبت بي إليه
حتى يقتلني على باب دار عمرو بن حريث[1] فإذا كان
اليوم الثالث ابتدر من منخري دم عبيط، قال: وكان ميثم يمر في السبخة بنخلة فيضرب
بيده عليها، ويقول: يا نخلة ما غذيت إلا لي، وكان يقول: لعمرو بن حريث: إذا جاورتك
فأحسن جواري، فكان عمرو يرى أنه يشتري عنده داراً أو ضيعة له بجنب ضيعته فكان
عمرو، يقول: سأفعل فأرسل الطاغية عبيد الله بن زياد إلى عريف ميثم يطلبه منه
فأخبره أنه بمكة، فقال له: إن لم تأتني به لأقتلنّك، فأجَّلَه أجلا وخرج العريف
إلى القادسية ينتظر ميثماً فلما قدم ميثم أخذ بيده فأتى به عبيد الله بن زياد فلما
أدخله عليه، قال له ميثم قال: نعم قال: ابرأ من أبي تراب. قال: لا أعرف أبا تراب
قال: ابرأ من علي بن أبي طالب، قال: فإن لم أفعل، قال: إذاً والله أقتلك، قال: أما
إنه قد كان يقال لي إنك ستقتلني وتصلبني على باب عمرو بن حريث فإذا كان اليوم
الثالث ابتدر من منخري دم عبيط، قال: فأمر بصلبه على باب عمرو بن حريث فقال للناس:
[1] أبو سعيد عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان
المخزومي القرشي مات بالكوفة سنة 85. ولي إمرة الكوفة لزياد ثم لابنه عبيد الله