أكثر من العطاء لرؤساء قبائل الكوفة وجعل الجوائز لمن يأتي له بمسلم. فما لبث هؤلاء حتى نشروا بين صفوف الناس الرعب والخوف، ثم لم تطل المدة بهم حتى نكثوا بيعة مسلم وخذلوه وتفرقوا عنه، ثم أسلموه وقادوه إلى القصر، واستدعيَ إلى ابن زياد فأدخلوه عليه في وثاقه فلم يسلم على الأمير فقال له الخرسي: ألا تسلم على الأمير قال: (ما هو لي بأمير إنما أميريَ الحسين‌) فقال له ابن زياد: (لعمري لتقتلن) قال: (كذلك‌) ثم أوصى بثلاث وصايا ثم دعا ابن زياد ذلك الجندي وأمر بأن يصعد إلى أعلى القصر ويضرب عنقه ويرمي به من أعلى القصر ففعل الجندي بمسلم ذلك. وسحب في الأسواق وصلب. وأما يوم استشهاده فهو يوم التروية يوم 8 من ذي الحجة عندما خرج الحسين (ع) من مكة سنة 60 هجرية وكان عمر مسلم آنذاك 28 سنة ودفن بقرب القصر لمنع الزائرين من زيارة قبره، إلى أن أتى زمن المختار فأظهر قبره الذي عليه الآن.

مرقد المختار بن أبي عبيد الثقفي (رضوان الله عليه)

الثالث: مرقد العبد الصالح والمجاهد الطاهر الذي أفرح صدور أهل بيت الرسالة المختار الثقفي (رضوان الله عليه).

ولادته: ولد المختار بن أبي عبيد الثقفي في عام الهجرة وأمه دومة بنت وهب تزوجها أبو عبيد بعد امتناعه من التزويج بنساء قومه، لرؤياً رآها في المنام، كأن قائلًا يقول له: تزوج دومة فما تسمع‌