والطرقات وإيذاء المؤمنين، بل بعقد الولائم
والمجالس، وعمل النكات الهزلية الأدبية، وقراءة مدائح النبي وأهل بيته ().
ما يستحون من الله ويريدون رحمته! .. ليلة الوفاة، وفاة سيد
الأنبياء، يضربون الطرقات. الوزر عليكم جميعاً أيها الناس! .. هذا يوم ولله يوم
آخر! الغيرة مسلوبة من الخلق، ولو كانت هناك غيرة لما استعبدوا وذلوا. يقولون أننا
أكثرية .. ولكن ماذا تفيد الأكثرية .. أكثرية الغنم مقابل مدية الجزار؟!.
إصلاح معدوم وصلاح مفقود.
أين المصلحون؟ أين أحراركم؟ أين صلحاؤكم؟ ... لو كان هناك إصلاح لما
انحطت الهيئات الاجتماعية والفردية كلها إلى هذه الدرجة من التعاسة. الآية الشريفة
تقول [وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ
فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ].
نصائح وعبر
أيها الناس!
الله قيضني لأتمام الحجة عليكم أن أرقي المنبر مرة في كل عام على
الأقل، كي أنذركم وأحذركم من الطوارئ والرزايا، وانتم لا تعرفونها، وأنا أراها
بدقيق النظر وثاقب الفكر والبصر.
أجمعوا صفوفكم .. وحدوا كلمتكم .. اعلموا اعمالًا منظمة بقيادة كبراء
الأمة، لندفع ما أحاط بنا من الذل وسقوط الشرف الذي صيرنا فقراء خانعين متفرقين،
وأصبح غيرنا متنعماً بأموالنا في القصور الشاهقة والجنائن المؤنقة. أصبحنا فقراء
اسراء في بلادنا وكل ذلك من انفسنا. فوضى .. فوضى في كل شيء .. متفرقين في كل
ناحية!.
لا
تصلح الناس فوضى لا سراة لهم
ولا
سراة إذا جهالهم سادوا
لا زعامة ولا حشمة بسيادة الجهّال، فيجب أن تبحثوا عن اناس شفوقين
عليكم، تنقادون لأرشاداتهم وتعاليمهم لينقذوكم من هذا البلاء.
السجون مملوءة منّا، والضرائب والضربات متوالية علينا، ونريد أن نكون
محترمين، وأن تدفع إلينا حقوقنا .. وذلك لا يكون بالالتماس.