responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخطب الأربع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 74

عن ظلمه وعدل واعتدل، فإذا قفل راجعاً إلى النجف عاد إلى شنشنته، فقال الشيخ صالح- المتقدم- في أحدى مغادرات الشيخ للحلة متوجعاً لسفره عنها:

بمن تفخر الفيحاء والفخر دأبها

قديماً وعنها سار موسى بأهله‌

وغادرها من بعد عز ومنعة

تحاذر كيد السامري وعجله‌

فبلغ ذلك سليمان باشا، فأستحضره للعقوبة، وقرأ عليه البيتين، فقال الشيخ صالح: (هذان البيتان قد حرفا، والذي قلته غير هذا). ثم أنشأ ارتجالًا قوله:

زهت بأبي داود حلة بابل‌

وألبسها بالأمس بردة عدله‌

وكانت قديماً قبل موسى وقبله‌

تحاذر كيد السامري وعجله‌

فعفى عنه وخلع عليه.

ثم تلى (الشيخ موسى) أخوه (الشيخ حسن). فإنه أقام في الحلة برهة، وكان مرجعها الوحيد، وفيها ألّف كتابه الجليل الموسوم ب- (أنوار الفقاهة). ولم تزل المشايخ من أسرتنا يتعاهدونها من حين إلى آخر .. إلى أن أشرقت فيها الكواكب الساطعة من (آل عبد المطلب) والسادة الأشراف من (آل مناف) بدور الهدى وبحور العلم وينابيع الأدب الغض، وهم منّا ونحن منهم، ومازال هذا البيت (آل معز الدين) ممدود الرواق السامي الآفاق، إذا غاب منهم كوكب لاح كوكب .. (من تلقَ منهم تقل لافيت سيدهم).

فيا أهل هذه البلدة الطيبة التي خصها الله بتلك المزايا الفاضلة والشعور المتوقد! ألا يجدر بكم أن تنهضوا إلى المعالي، وتغتنموا الفرص، وتستردوا مجد الجدود والآباء، وتكونوا قدوة لغيركم من سائر البلدان؟.

الشبيبة

يا شبيبة الحلة!

أنتم زهرة البلاد، وانتم الأرواح والأكباد، وأنتم الأموال والأولاد .. البلاد لكم وانتم للبلاد، فإن حفظتموها حفظتم المجد والشرف، وإلَّا ضعتم وأضعتم.

أياكم والسرف في المقاهي والملاهي! .. الشباب باكورة العمر وربيع الحياة، فأغتنموا العمل والجد والاجتهاد فيه. أغتنم صحتك قبل سقمك، وشبابك قبل هرمك،

نام کتاب : الخطب الأربع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست