responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخطب الأربع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 71

نحن حتى لو قطعنا النظر عن الآخرة والحساب والجزاء، وصرنا- معاذ الله- قوماً طبيعين، فإن حياتنا المادية لا تساعدنا على ارتكاب هذه الأعمال .. أصبح حالنا على الحقيقة حال الجاهلية الأولى، سوى إننا نقول بألسنتنا: (لا إله إلَّا الله)، وكلكم تعلمون إنها لا تقبل إلَّا بشروطها، وما شروطها سوى تنفيذ حدود الله والإلتزام بأحكام الله، وذلك هو الإسلام حقيقة.

كان الناس في الجاهلية يشربون الخمر، ويرتكبون الفواحش، ويأخذون الربا، ويستحلون قتل النفس المحترمة، وتشيع بينهم الغيبة، وينتشر عندهم الحسد ... فبالله عليكم! طبقوا هل بيننا وبينهم فرق؟ .. نحن بالقول مسلمون وبالعمل جاهليون (لساني يقول ولا أعمل).

إن أهم ما يجب على المسلم اليوم هو أن يطهر قلبه من كل غش وغل لأخيه المسلم، حتى يعود المسلمون كما كانوا؛ كلهم كتلة واحدة. وهذه هي القاعدة الأساسية وأهم التعاليم التي نجح بها الإسلام وتقدم.

ألف النبي (ص) وآخى بين أصحابه حتى صاروا روحاً واحدة وأمة حية تحيا بروح واحدة وتشعر بشعور واحد، ولا يصلح آخر هذا الأمر إلَّا بما صلح به أوله.

مكافحة البضائع الأجنبية

أيها الناس!

انتقض البناء الذي بناه لنا الأولون فأصبحنا مملوكين للأجانب محتاجين إليهم في كل شي‌ء، وليس معنى ذلك إن الله جعلنا محتاجين إليهم، ولكن نحن أحوجنا أنفسنا إليهم، لأنا لم نقنع بما يكفينا في قوام الحياة. نسمي الفضول (كماليات) وهي عين النقائص، ولو قنعنا بما يكفينا وترفعنا بأنفسنا عن تلك الفضول لما أصبحنا بهذه الحاجة والفاقة الماسة والفقر المدقع، ولما ابتلينا بهذا النقص في الأموال والثمرات. ما الحاجة إلى شراء هذه السفاسف اللماعة والزخارف الخدّاعة؟ .. خدعونا فجعلوا يبتزون أموالنا ويسلبونا عزّنا ومجدنا، بل يمتصون دم حياتنا.

نحن أحوجنا أنفسنا إليهم فصرنا أسراء لهم .. (أحتج إلى من شئت تكن أسيره)، ولو قنعنا بما عندنا لكفانا.

نام کتاب : الخطب الأربع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست