responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخطب الأربع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 60

تفوقوا علينا، وإلَّا فنحن أدق فهماً وأرق طبعاً، وأسمى خَلقاً وخُلقاً، ومنا أخذوا، وعلينا تظاهروا وأستظهروا.

أفليس بعد هذا حرام عليكم أن يتعادى أو يعتدي مسلم على مسلم، أو يتنابذ أخ مع أخيه؟! أو ليس من الحتم علينا إن ننتظم تحت راية واحدة، لا فرق بين عربي ولا عجمي ولا هندي ولا تركي، ونكون أخواناً كما أراد الله منا أن نكون؟.

واجبنا

إن هذه صفة من الصدف، ونادرة من نوادر الدهر، إن رمت بي الأقدار والأسفار إلى بلادكم، وتبوأت مقامي هذا منكم، أرشدكم إلى المناهج السوية، وألقي عليكم هذه النصائح بلهجة قوية، وأسلوب بسيط، خال من التكلف والصناعة .. حقاً إنها لفرصة ثمينة، عسى أن تغتنموها ولا تضيعوها، ولعل لها الأثر النافع، والثمر اليانع. فكم خطب الخطباء، وكم كتب الكتاب وأجتهد المصلحون، نعم المعري يقول:

كم وعظ الواعظون منا

وقام في الناس أنبياء

فأنصرفوا والعناء باقٍ‌

ولم يزل داؤك العياء

ولكن الله- سبحانه- يقول: [وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ‌]. ونأمل من لطفه- تعالى- أن لا يضيع مساعينا فيكم، فإنا لا نتكلم إلَّا عن شفقة وإخلاص، وليس لنا أدنى منفعة تعود إلى شخصنا. نعم! فائدتنا العظمى، وأقصى أمانينا، ومنتهى رغباتنا: أن نراكم أمة حية، متحدين جميعاً، وعاملين على إعادة مجدكم السابق. فإن أتفقتم وفقتم، وإن أتحدتم سعدتم. وإلَّا فعسى الله أن يلطف بكم ويأخذ بأيديكم إلى مهابط الرحمة ومساقط العناية .. وإن كنّا على رصين علم من أنه- تعالى- لا يلطف بعبده حتى يجد من العبد توجهاً وإقداماً، وعزماً وهمة. لا يعطف الرب على عبادة حتى يتعاطف بعضهم على بعض ويرحم بعضهم بعضاً.

كان رسول الله (ص) يقول: (والذي نفس محمد بيده! إنكم لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تتحابوا، ولن تتحابوا حتى تجتمعوا ويعطف بعضكم على بعض).

نام کتاب : الخطب الأربع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست