responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخطب الأربع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 55

[الشَّيْطَانُ يعِدُكُمْ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ‌].

العلم والعمل‌

لا تنهض الأمة وتطير في أجواء المعالي إلَّا بجناحي العلم والعمل، والعمل موكول إلى العلماء، وهم القادة والسادة، والتعليم فرض محتم عليهم، وما أخذ الله على الجهال أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا.

دعائم السعادة في الأمم ثلاث: تعليم العلماء، وعمل الأمة، وعدل الحكومة ... فإذا قام كل واحد من هؤلاء بواجبه عمرت البلاد وسعدت العباد.

العلماء إذا قاموا بوظائفهم، وعلموا غيرهم، ورشدوا ونصحوا وأخلصوا لله في أعمالهم [طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مآبٍ‌]، فقد كتبوا في ديوان الله من الأمناء والسعداء الآمنين. وإن لم يعملوا أو لم يعلموا فتعساً لهم! وقد كتبوا في ديوان الله من الأشقياء الخائنين، فإن العلم وديعة الله عند العلماء للتعليم والعمل، لا للاستطالة والكبرياء، والجدل والمراء، والعجب والرياء.

والأمة إذا تعلمت وعملت وقبلت نصائح العلماء وإرشادهم، فقد أحرزت حظّها من السعادة، وانقادت لها أزمة الخير.

والحكومة إذا قامت بواجبها نحو الأمة، وأخلصت للمصلحة ونصحت للرعية، وعلمت حق العلم إن الحكومة أجراء للشعب، تأكل من كد يمينه وعرق جبينه، فالواجب عليها أن تخدم الشعب بأخلاص، ولا تتطاول عليه ولا تجحف به، ولا تزاحمه حتى في بلغة معاشه ولقمة قوته، وأن تقيم فيه موازين العدل والقسط، والواجب أن تخلص الدولة في خدمة الرعية، وتنقاد الرعية للدولة، وتخضع لقوانينها العادلة، وتنعقد ما بينهم عرى الصفاء والمجد، حتى يكونوا يداً واحدة وقلباً واحداً ... هنالك ترقى البلاد، وتسعد العباد، ويعيش كل فرد من المجتمع عيشاً اجتماعياً هنياً .. لا كالحال الذي نحن فيه منذ اليوم، حيث أصبح كل فرد منّا يعيش‌

نام کتاب : الخطب الأربع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست