responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخطب الأربع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 51

وصايا وعظات‌

يا أهل البصرة!

هذان الرافدان يأتيان إليكم من أقاصي جبال أرمينيا .. يحييانكم ويعطيانكم درساً يرمزان فيه إلى أمر مهم تعود فائدته إليكم .. فهل علمتموه، أم هل أطلعتم على كنهه وسره؟.

يشيران إليكم بفائدة الاجتماع، وضرورة الاتفاق، وبركة الانضمام والوحدة .. يقولان لكم: ما آتيناكم إلَّا بعد أن امتزجنا وأتحدنا بحيث لا يمتاز كل واحد منّا عن أخيه!.

خرجنا من منابعنا مختلفين متباعدين، وقبل أن نتصل ببلادكم ونأتي إليكم أتحدنا وأقترنا ... ألا هكذا فأتفقوا وأتحدوا.

وهذه أحدى الميزات التي خصَّ الله بها بلادكم دون سائر البلاد ... هذا البحر إلى جنبكم، وهذا البر الفسيح مفتوح أمامكم .. البحر يعلمكم اللين والمرونة، يعطيكم الصفاء والملاحة، والبر يحملكم على الرزانة والقوة، وسعة الصدر والثبات.

يقول (الخليل) من أبيات في وصف البصرة:

بر وبحر أحاطا من جوانبها

الضب والنون والملاح والحادي‌

(الحادي) لسفن الصحراء، و (الملاح) لسفن الماء.

تسورت بلدتكم هذه بأسوار طبيعية- النهر العظيم وشط العرب والبحر الزاخر والنخيل المشتبك- فهل تجدون بلداً في العراق أو غيره تفوقها أو تساويها؟ أفلا يحق ويجب عليكم أن تصونوها وتحصنوها بالأخلاق الفاضلة والعلوم العالية، والاتفاق الصحيح والوحدة الحقة، لا وحدة الخداع والمكر؟.

أتعرفون ما هي الوحدة الحقة؟ ... يقول العباس بن الأحنف أو غيره!.

قول لورقاوين في فرع نخلة

وقد طفل الامساء أو جنح العصر

د بسطت هاتي لتلك جناحها

ومد إلى هاتيك من هذه النحر

هنكما إن لم تراعا بفرقة

م يسع في تشتيت شملكما الدهر

أتعلمون أيها الكرام ما يقول هذا الشاعر وما الذي يوعز إليه؟

نام کتاب : الخطب الأربع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست