لا تستطيعون تربية أولادكم إلَّا بتربية
أنفسكم، وما أحسن ما قال بعض العارفين: الوعظ الذي لا يعادله نفع ولا يمجه سمع، ما
نطق به لسان الفعل وخرس عنه لسان القول.
عظوهم بأفعالكم قبل أقوالكم. تأدبوا- أيها الناس- بآداب الله وكتاب
وبسنة نبيه، فوالله ما ترك من خير إلَّا وأرشدكم إليه ودلكم عليه! ولكنكم ضيعتموه
فضعتم، وخذلتموه فخذلكم.
أيها الناس!
أتحدوا اتحاداً صحيحاً صريحاً. قتلتنا المجاملات، وأهلكنا عدم
المصارحة .. كن صريحاً تكن مريحاً.
أيها الناس!
ربما أكون قد أطلت، والإطالة توجب الملالة، والملالة تجر إلى الألم
.. وبعض الذي قلناه كافٍ لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. أما من لم يكن له
قلب ولا حس، فلا يجدي فيه القول والتقريع مهما طال وكثر.
وفي الختام: نسأله- تعالى- أن يصلح شأنكم. فإن صلحتم صلحتم لأنفسكم،
وإن فسدتم فالفساد عليكم .. ولكنا نتألم لكم، ونريد لكم كل خير وصلاح، وتقدم
ونجاح. والله ولي ذلك كله، والسلام عليكم.
الخطبة الثانية
الخطبة التي ألقاها سماحته في (جامع المنارتين) بالبصرة في 10 ذي
القعدة 1352 هجرية.