responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخطب الأربع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 46

أيها المسلمون!

على ممَ هذا التضارب والتباغض؟ ... كل واحد منّا يقول للآخر (أنا أخوك) و (نحن أخوان ومتحدان) ولكنه يريد أن يخدعه بذلك، ولو كان أخوه حقاً لأنصفه على الأقل إذا لم يواسه ويؤثره على نفسه.

أيها الناس!

لا تتقدم الأمة مادام أحد أفرادها يسلب حق الآخر، وإنما تتقدم الأمم بالعدل والتناصف وإعطاء كل ذي حق حقه.

الأخوان المشتركون في دار واحدة إذا أختص أحدهم بالغرف والعلالي وترك الآخرين تحت السماء يلفحهم حر الهجير وبرد الزمهرير، ويقول لكل منهم أصبر واحتسب فأنا أخوك ... يستحيل أن يقنع بذلك القول وان يدوم السفاء بينهما ويتحدا حقيقة.

أعطه حقه وناصفه تكن أخاه، وإلَّا فليس إلى الراحة بينهما من سبيل، ولسنا بالغين المرتبة التي أدبنا الله بها وحثنا عليها، فقال- جلَّ شأنه- [وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ].

حارت العقول، وضلّت الألباب، وتاهت الأفكار في طب المسألة وعلاجها .. فكم من حكيم ذهبت عصارة أفكاره أدراج الرياح، وراحت نفسه عليهم حسرات.

لب الشر منذ كان على الخلق‌

اتت بغيظه الحكماء

ذا ما العقول لم تقبل النصح‌

اذا تفيده النصحاء؟

وجوب ترك الخمر والميسر

غاصت الأمم في البحار، وطارت في السماء، وقبضت على مفاتيح خزائن الأرض، وبلغت أقصى مراتب الرقي والعمران، وأخذت زينة الحياة الدنيا بحذافيرها ... وبقينا مذبذبين حيارى لا دنيا ولا آخرة! .. ذهب العز والمال، وذهب الشرف والإستقلال وذهب كل شي‌ء.

أيها المسلمون!

نام کتاب : الخطب الأربع نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست