حفائر الفقر والفاقة، ذهب الذهب وذهب كل
شيء) .. فالتجارة خسارة، والزراعة إضاعة .. وأي حياة لبلاد لا تجارة فيها ولا
أرباح ولا زراعة ولا صناعة؟!.
الشبان
أيها الشبان!
أيها الأولاد! .. أيها الأكباد! .. يا زهرة البلاد! ... المستقبل
لكم، والبلاد بلادكم. نحن على وشك الرحيل وانتم الخلف. ما هذا البذخ والترف في
الأموال التي تسمونها (الكماليات) وهي عين النقصيات؟! كل أوضاعكم سرف وتبذير. ما
هذه الربطة التي تضعونها في العنق؟ .. هي والله رباط الذلة، هي رباط العبودية ...
ما هذه السفاسف والزخارف؟ ...
لو إنكم تجمعون تلك الأموال التي تبذلونها لهذه الأمور التافهة،
وتشترون بهاتيك الفضول، لأجتمع عند المسلمين أعظم ثروة، تستطيعون بها تأسيس مدارس
عالية، وكليات إسلامية، تغنيكم عن الهجرة إلى بلاد الأجانب التي تمتص أموالكم،
وتفسد أخلاقكم، وتمحق أديانكم. أما كان أحق بكم وأحرى عوض تلك الزخارف أن تجمعوا
أثمانها لمستشفيات تحفظ صحتكم، وصحف تنوّر شبابكم وتثقف عقولكم؟.
الاسراف والتبذير
ناهيك بالسرف في المأكولات والمشروبات، مما تجلبونها من الأجانب ...
كلنا نسعى إلى هلاك أنفسنا من حيث ندري ولا ندري، وبهذا صار كل قطر من أقطار
المسلمين يئن من مخالب الاستعباد، ويرزخ تحت نير الاستعمار .. والمسلمون ضعفاء في
أوطانهم، اسراء في نفس بلادهم، أذلَاء في عقر دارهم.
العز في الثروة، فإذا ذهبت الثروة ذهب العز. وما ملك الغرب الشرق
إلَّا بالصنائع، وأمتصاص ينابيع الثروة منه.
وديننا الشريف جاءنا بكل المصالح التي تعود علينا بالثمرات وأبان لنا
ضرورة الاقتصاد ... [إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا
إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ]، [وَلَا
تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ].