responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : البرهان المبين فيمن يجب اتباعة من المرسلين نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 67

عصر وانه لم يحط بما اشتملت عليه شريعته الغراء وسنته البيضاء مما يتعلق بالاعتقادات والعبادات والمعاملات والسياسات التي يجزم من أحاط بها إنها لم تكن إلّا بوحي إلهي وتعليم ربّاني فضلا عن الآداب والحكم والأخلاق والسنن ثم هبه انه لا يدري بما حوته ذات محمد من الكمالات العلمية والعملية والصفات النفسية والبدنية التي لا يحصل مجموعها إلا لنبي مقرّب تكون ذاته اكمل الذوات واشرف المخلوقات وانه لا يعلم إن مُحمداً كيف ترعرع ونشأ وبينَ أيَّ قوم شبَّ ودرجَ وفي أي وقت ظهر فهو لا يعلم انه نشأ يتيماً من الأبوين بين قوم لا كتاب لهم ولا أخلاق لم يثقفهم التعليم ولم تهذبّهُم المعارف ولم تدربّهم التربية ولم تؤدبّهم الشريعة نشأ بينهم أُميّاً لا يقرأ ولا يكتب ولم تسبق له معرفة بشرائع الملل وقوانين الدول وأنظمة الأمم فجاء بما فيه الصلاح والفلاح لم يخص بذلك قبيلة دون قبيلة ولا شعبا دون شعب وشرع شريعة متقنة الأحكام متسعة الانتظام لا يتطرّق إليها خلل ولا يدخلها زلل من استضاء بنورها اهتدى إلى ما فيه صلاح دينه ودنياه وقد قام بدعوة التوحيد بين الجماهير مخاطراً بحياته بجنان ثابت وقدم راسخة مع قلة الأنصار والأعوان وعدم السعة واليسار صارخا بتلك الدعوة المتكفلة بنجاح العالم وصلاح بني آدم فنكّسَ الأصنام وكسّرَ الأوثان وضلّل الآراء وابطل الممالك وذلّلَ الجبابرة وملكَ الأكاسرة وأظهر دينه على جميع الأديان حتى طبق الأرض شرقاً وغرباً بمدة قليلة وأيامٍ معدودةٍ ولم تكن لآبائه سلطنة سبقت أو إمارة سلفت ليظن به استردادها بالحيل والخداع والمخاطرة بالنفس والنفيس ولما بلغ ما بلغ من السلطنة والنفوذ

نام کتاب : البرهان المبين فيمن يجب اتباعة من المرسلين نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست