الفصل الأول: في الولادة

قال (صاحب الرسالة): وللوقوف على الحقيقة نعمل مقارنة بين الاثنين، أي محمد والمسيح ونتبع من يتضح لنا صدقه وقدرته على خلاصنا، ولذلك نتأمل أولا في ولادتهما:

أقول: لا يقال أن ظاهر كلامه هذا توجيه إلى من اعتقد صدق أحدهما دون الآخر، وحيث إن المسلمين قد اتضح لديهم صدقهما وقدرتهما على الخلاص فلا يحتاجون إلى أن يعملوا مقارنة بين الاثنين ولا أن يتأملوا أولًا ... إلى آخره، لأنه يمكن إن يكون مراده بالقدرة على خلاصنا بعد بعثة محمد (ص) وعلى هذا فكل من المسلمين والنصارى يعتقدون قدرة أحدهما على الخلاص. فلا يحتاج إلى أعمال المقارنة بين الاثنين واتباع من تتضح قدرته على الخلاص. نعم قوله (من يتضح لنا صدقه) كان الأولى حذفه لأن المسلمين يعتقدون صدقهما قبل البعثة وبعدها ولا يحتاجون إلى عمل المقارنة لوقوفهم على الحقيقة بحمد الله، وليتهم عملوا مقارنة بين الديانتين وبين الكتابين ليتضح ما يحصل باتباعه الخلاص ويوجد الفوز والنجاح وسيأتي الإشارة إلى ذلك في آخر الرسالة إن شاء الله إجمالا والعزم إن شاء الله تعالى على أن نكتب في المقارنة بين القرآن والإنجيل وبين الإسلام والنصرانية كتاباً مستقلًا إن وفق الله لذلك.

قال (صاحب الرسالة): (فنقول إن أبا محمد هو عبد الله وأمه آمنة).