ثم يقول صاحب التحفة وقد شاهدت هذا الحال بين كفرة (لكهنو) وبلاد بنكاله وبنارس. ومنه ما اشار اليه صاحب (الهياكل السبع)[1] ما نصه ان في بعض بلاد

ماجين‌

طائفة من (الهندوا) على اختلاف مذاهبهم، اذا هل المحرم لبسوا ثياب الحزن وغلقوا الدكاكين واقاموا المآتم الحسينية وبذلوا الطعام والأموال للفقراء والضعفاء من الناس ولهم كيفية خاصة (في التشبيه والتمثيل) واللطم والضرب على الصدور في عاشوراء، وذلك بانهم يحفرون نهراً يملؤنه حطباً ويضرمون فيه النار ثم يخوضون فيه عند الضرب على الصدور بالمرور مكرراً ويقولون انا لانحس بحرارة النار وقد تبعهم على ذلك جم غفير من النصارى واليهود والمجوس وغيرهم من سائر الملل على اختلاف نحلهم.

واليك من ذلك أيضاً ما اشار اليه صاحب كتاب (الرحلة الهندية)[2] وكذا صاحب كتاب (الأسفار)[3] ان بلدة على الساحل الهندي يقال لها

كم بايت‌

[4]

وغالب سكانها من الهنود الوثنيين، فاذا هل المحرم جمبعهم في هلع وجزع لمصاب سيد الشهداء الحسين بن علي (ع) وينصبون المآتم في دورهم وفي الطرقات ويبذلون انواع المأكولات والحلويات (بعد) ان يذكرو المصيبة برمتها، واذا كانت ليلة العاشر من المحرم يجتمعون الى عدة مجتمعات فكل مجتمع يهيئ شبيه مصور (الضريح الحسيني) ويجلله بالأستار الثمينة واعلام مختلفة الاشكال والألوان وهي بمقدمة الضريح الحسيني وبعضها حريرية ملونة مزبرقة بالقصب واليواقيت الى جانبي الضريح فكل ذلك يحمله رجال مكشوفو الرؤس والصدور والبعض يلطم على رأسه والأخر على صدره.

وهناك فريق اخر يحمل الأدهان العطرية في زجاجات بلورية يدهن بها المارة من‌

[1] لمؤلفه احمد بن يحيى الطرابلسي صفحة( 452) المطبوع بمطبعة برلين سنة( 1273) ه-

[2] لمؤلفها الدكتور( سليم الدمشقي) صفحة( 99) المطبوعة بمطبعة الاسلامية( بمبئ) سنة 1299 ه-

[3] لمؤلفه الشيخ اسحاق الحلبي صفحة( 74) المطبوع بمطبعة برلين سنة( 1305) ه-

[4] كم بايت الواقعة على خليج شمال بمبئ وتبعد عنها( 150) ميل.