باقيا عليها حرّم البغي عليه ووجب جهاد من
خرج عن طاعته وقتله، وإنَّ قتله من باب إجراء الحد كأجرائه بالنسبة إلى المفسد
والمحارب، وحيث قام الحرب بين الفريقين على ساق، وكل منهما جاء بالدلائل والبراهين
على صحة ما ذهب إليه، ودونت في ذلك الكتب للفريقين لا بأس علينا بأن نكشف النقاب
عن ذلك في هذه الرسالة، و انظر إلى ما قيل، وجانب الإعتساف فإنا قد أنصفناهم غاية
الإنصاف، وربما أثرنا فيها إلى الرائق من أدلة الطرفين بأوضح إشارة، وأضفنا إلى
ذلك ما سنح في ذهن هذا العبد الطالب للتوفيق من مبديه رجاء إن يكون ثالث العمل
الذي لا ينقطع، وإن يسهل الأمر على طالب الحق فلا يراجع كتب الفريقين، فإنّ فيما
نذكر كفاية للبصير النيقد، وأوضحنا عباراتها لينتفع