responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأجوبة النجفية في الرد على الفتاوي الوهابية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 74

بالزيارات المأثورة المثبتة في كتب المزارات. وأما ما يصدر من بعض الأعراب وأهل البادية عند حضورهم في المراقد المطهرة من بعض الكلمات والخطابات وطلب أمور لا يليق أنْ تطلب حقيقة إلا من الله تعالى فهي محمولة على ضرب من التوسع والمجاز وإرادة الشفاعة عند الله في إنجاز ذلك المطلوب. ولا بأس هاهنا أن نتعرض لأمور تليق بالمقام ويكمل بها القصد والمرام:-

الأمر الأول: في التوسل بالذوات‌

وذلك فيما جعله الله تعالى لها من الحقوق والصفات وما يضاف إليها من الأشياء المحترمة و الأمور المكرمة بأن يقول: اللَّهم إني أتوجه إليك بفلان أو أتوسل به إليك ونحو ذلك ولا ريب في جواز ذلك ومشروعيته فيجوز التوسل إليه تعالى بكل محبوب له وكل مقرّب لديه سواء كان الخطاب مع الله تعالى أو مع ذلك الولي إذ لا فرق في التوسل إليه تعالى لنيل المرضاة وقضاء الحاجات وغفران الخطيئات بين أن يكون بالذات المقدسة أو الأعمال الصالحة والعبادات الراجحة، أو برحمة الله وكرمه وجلاله وجماله وفضله العميم وكتابه الكريم وبين أن يتوسل إليه بنبيه ووليه وأشرف‌

مخلوقاته وأكرمها لديه وبحججه في أرضه وأجزائهم وأعضائهم كدمه ورأسه ونحوهما، وهكذا التوسل إلى إجابة الدعاء باختيار الأماكن الشريفة مهابط الفيض والرحمة ومظان الإجابة والقبول من المساجد والمعابد والمشاهد والمراقد واختيار الأوقات المحبوبة التي دلّت الأحاديث على أنها أوقات يرجى فيها القبول وينجح المأمول كليلة القدر ويوم الجمعة ووقت السحر وعند هبوب الرياح ونزول المطر وغيرها، (فإن تقديم الوسيلة على طلب الحاجة أدعى إلى الإجابة)[1] كما يفهم ذلك تلويحاً من (تقديم العبادة على طلب الاستعانة والهداية)[2] في سورة الفاتحة كما أشار إليه القاضي البيضاوي، ثم إن توسل المخلوق بالمخلوق من أعظم مراتب التذلل‌


[1] أنوار التنزيل وأسرار التأويل/ البيضاوي: 1/ 6.

[2] المصدر نفسه: 1/ 6.

نام کتاب : الأجوبة النجفية في الرد على الفتاوي الوهابية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست