responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأجوبة النجفية في الرد على الفتاوي الوهابية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 68

بعين البصيرة والاعتبار لم تجد مؤمناً بصيراً في جميع الأمصار يعظّم نبياً أو يحترم ولياً أو ينذر نذراً أو يفعل أمراً إلا امتثالًا لأمر الملك المعبود فلو أمر جل جلاله بتعظيم حجراً أو شجر أو مكان أو زمان كان تعظيمها عبادة له تعالى لا لذلك الجماد الذي ليس له إرادة لذلك ولا اختيار فيما هنالك.

المبحث الثالث: الدعاء عند الضرائح‌

وقد أجيب عن ذلك في الفتوى (أنه محرّم ممنوع منه لا يجوز فعله أصلًا). والتحقيق في هذه المسألة أن يقال وعلى الله الاتكال: أن الدعاء قد ورد لمعانٍ كثيرة ومقاصد مختلفة نذكر منها ما هو معروف ونتكلّم عليه بما يقتضيه الكتاب الكريم والسنة النبوية فمن معاني الدعاء العبادة وبها فسر في قوله تعالى: (قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ‌)[1] أي عبادتكم، وقوله تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ‌)[2] أي اعبدوني أثبكم على أحد الوجهين وعلى الوجه الآخر سلوني أعطكم ولا إشكال أن دعاء أهل الضرائح بهذا المعنى وحدهم أو مع الله تعالى شرك في العبادة بأي نوع منها وأي نحو من أنحائها إذا لم يكن مأموراً من الله تعالى بذلك وكان الإتيان بداعي امتثال أمره وإطاعة قوله بحيث أنه لولا ذلك الأمر لما صدر ذلك الفعل لأنه إذا امتنع من عبادة ذلك الولي مع أمره تعالى بها كان تابعاً للشيطان عاصياً للرحمن وهذا أمر واضح البيان غني عن البرهان. ومن معاني الدعاء النداء كما في قوله:

وداعٍ دعا يا من يجيب إلى الندى‌

فلم يستجبه عند ذاك مجيبُ‌[3]

فقلت ادع أخرى وارفع الصوت دعوة

لعل أبا المغوار منك قريبُ‌


[1] سورة الفرقان: 77

[2] سورة غافر: 60

[3] الأصمعيات: 96.

نام کتاب : الأجوبة النجفية في الرد على الفتاوي الوهابية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست