responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأجوبة النجفية في الرد على الفتاوي الوهابية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 61

إلى آخر البيتين ولم ينكر أحد منهم.

وروى الغزالي عن جعفر بن محمد عن أبيه: (أن فاطمة بنت النبي (ص) كانت تزور قبر عمها حمزة في الأيام تصلّي وتبكي عنده)[1]. ولو كان ذلك أمراً مرجوحاً فضلًا عن أن يكون محرّماً موجباً للعن لما فعلته صلوات الله عليها. وعندنا أن فعلها حجة كقولها لا يقاومه حديث ابن عباس وأمثاله فإنه غير واضح السند ولا صريح الدلالة في المقصد مع قبوله للحمل على كراهة زيارة النساء إذا كان في خروجهن احتمال ريبة ومظنة فتنة فإن النساء أولى بالستر وقد أفتى علماء الإمامية بأن صلاة المرأة في بيتها بل في مخدعها أفضل لها من الصلاة في المساجد والمشاهد، وفي الحديث (النساء عي وعورة فاستروا عيهن بالسكوت وعوراتهن في البيوت) ومن هذا وغيره تعلم أن الكراهة منوطة بعدم الستر ومظنة الريبة والفتنة والله العالم.

المسألة السادسة

التمسح بالضرائح والدعاء بها والتقرب إليها بالنذر والذبائح وإيقاد السُرج‌

والمسألة السادسة من المسائل التي تضمّنها استفتاء قاضي القضاة وجواب علماء المدينة عنه فهو سؤاله عن ما يفعله الجهال عند هذه الضرائح من التمسح بها ودعائها مع الله والتقرب بالذبح والنذر لها وإيقاد السرج عليها هل هو جائز أم لا؟ وأما جوابهم فهو قولهم: وأما ما يفعله الجهال عند الضرائح من التمسح بها والتقرب إليها بالذبائح والنذور ودعاء أهلها مع الله فهو حرام ممنوع منه شرعاً لا يجوز فعله أصلًا.

أقول قد تضمّن هذا السؤال أموراً تقدم الكلام على أمر واحد منها وهو إيقاد السرج وبقي الكلام على الباقي في مباحث:

المبحث الأول: في مسح الضرائح الشريفة ببعض البدن تبركاً

وقد ذكر أهل الفتوى أنه حرام ممنوع منه شرعاً ولم يذكروا هاهنا للمنع سنداً ولا للتحريم دليلًا والظاهر أن مرادهم من التمسح إمرار شي‌ء من البدن عليها بلا حائل من جبهة أو خد أو كف أو من غيره كمسح الثياب والأكفان وغيرهما بقصد التبرك أو التشرف أو الاستشفاء ونحوها وشموله للتقبيل بالفم والشم بالأنف ولمسح الظهر من وراء الثياب استشفاء غير بعيد. ومقتضى الأصل في الجميع هو الحل والإباحة حتى يقوم دليل على المنع والتحريم ولا دليل للمانعين هنا إلا خيالات باطلة وأوهام عاطلة ووساوس شيطانية وتسويلات إبليسية يلهمها بسطاء الأمة وسذج الرعاع ليغويهم بها فيحرمهم من البركات والخيرات ونيل القربات فهو يوسوس لكل صنف من الناس بما يروج عنده ويرغب إليه فيأتي إلى العابد فيشككه في مقدمات صلاته وأجزائها وشرائطها ويحسِّن له قطعها وإعادتها بطهارة أخرى أو بلباس آخر حتى يفوت وقت الفضيلة، وربما فاته وقت الإجزاء، وربما وسوس له في الإمام الذي‌


[1] إحياء علوم الدين/ الغزالي: 4/ 423.

نام کتاب : الأجوبة النجفية في الرد على الفتاوي الوهابية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست