responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأجوبة النجفية في الرد على الفتاوي الوهابية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 59

أمر تفرّد به وهو سنيّة شد الرحل إلى زيارة النبي (ص)[1]. وإن ذلك من خصوصياته كما ذهب إلى نحوه في الاستغاثة العز بن عبد السلام قال: وأما ما عدا ذلك القبر المطهر وكذا مشاهد الأولياء فعدم شد الرحل إليها سداً للذرائع‌

أصوب وترك ما يريبك إلى مالا يريبك أحب في المذهب‌[2] وهو احتياط منه ولو لم يستلزم خرق الإجماع المركب وعلى قوله هذا فلا بد له من أن يلزم بسنية زيارة قبر علي كرامة وجهه لأنه نفس رسول الله (ص) كما دلت عليه آية المباهلة[3] ولعموم المنزلة إلا النبوة الثابت بقوله (ص): (عليٌّ مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي)[4].

الأمر الثالث: في زيارة النساء للمقابر

والمنقول عن ابن حجر أن من الكبائر زيارة النساء للمقابر[5] وظاهر الإطلاق التحريم وإن لم تستلزم شد الرحل لما نقل عن ابن عباس أن النبي (ص) لعن زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج والزوارات كثيرات الزيارة أو المبالغات فيها. والظاهر أنه لا مستند لهذا التحريم إلا هذا الحديث بناءاً على أن اللعن هو الطرد أو الإبعاد عن الرحمة لا يكون إلا على المحرّم دون المكروه الذي يصرّ عليه فاعله وينكر صدوره منه فإنه قد يصدر اللعن على مكروه شديد الكراهة لتحصيل الانزجار عنه والكف عن فعله.

على أي حال فالظاهر أن اللعن على الزائرات اللاتي يزرن القبور للنياحة والندب والعويل على الأموات ويتبرجن تبرج الجاهلية ويفعلن فعل نساء الجاهلية. و الزيارة المشتملة على محرم هي السبب فيه وهو الغاية لها محرمة قطعاً ولو سلمنا للخصم ما يدعيه لإثبات مطلوبه فلنا أن نقول: إن اللعن على ذلك حين كان النهي عن زيارة القبور وأما بعد نسخه بقوله (ص): (نهيتم أو نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها أو فزوروها ولا تقولوا هجر) أي كلاماً يوجب إثماً فلا مجال لذلك أصلًا كما


[1] ينظر: جلاء العينين/ ابن الآلوسي البغدادي: 505

[2] ينظر: جلاء العينين/ ابن الآلوسي البغدادي: 525

[3] آية المباهلة قوله تعالى:( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) سورة آل عمران: 61

[4] بحار الأنوار/ العلامة المجلسي: 32/ 311/ باب 7

[5] ينظر: الزواجر عن اقتراف الكبائر/ ابن حجر المكي الهيتمي: 1/ 134.

نام کتاب : الأجوبة النجفية في الرد على الفتاوي الوهابية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ هادي    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست