فيضمن المالك الزكاة بمقدار من العين و يكون
ذلك المقدار في عهدته سواء نقص عن مقدار الزكاة أو زاد فتكون الزيادة للمالك و
ليست النقيصة عليه.
الفصل السادس في موارد صرف الزكاة و هي ثمانية و شروط المستحقين
لها
و فيه بحثان الأول في موارد الصرف و الثاني في الشروط العامة
للمستحقين لها.
البحث الأول: في موارد صرف الزكاة و هي ثمانية
[الأول و الثاني] الفقراء و المساكين
(الأول و الثاني) الفقراء و المساكين و المراد بهم من لا يملك قوت
السنة لنفسه و عياله سواء كانوا واجبي النفقة عليه أم لا من الطعام و الشراب و
الفراش و اللباس و المسكن و الدواء و كل ما يحتاج إليه حتى أجرة الطبيب من غير
إسراف و لا يمنع من أخذ الزكاة وجود دار له يسكنها و خادم يخدمه و أثاث بيت لائقة
بالحال و كتب علم يشتغل بها لنيل العلم أو المال و كل ما احتاجه لعجزه بدونه أو
لشرفه و عزه به و في رواية إسماعيل بن عبد العزيز عن أبيه قال دخلت أنا و أبو بصير
على أبي عبد اللّه (ع) فقال له أبو بصير ان لنا صديقا له دار تسوى أربعة آلاف درهم
و له جارية و له غلام يستقي على كل جمل كل يوم ما بين الدرهمين إلى الأربعة سوى
علف الجمل و له عيال أله أن يأخذ من الزكاة قال (ع) نعم قال و له هذه العروض فقال
(ع) يا أبا محمد أ فتأمرني ان آمره يبيع داره و هي عزه أو يبيع جاريته التي تقيه
الحر و البرد و تصون وجهه و وجه عياله أو آمره أن يبيع غلامه أو جمله و هو معيشته
و قوته بل يأخذ الزكاة فهي له حلال و لا يبيع داره و لا غلامه و لا جمله انتهى هذا
الحديث و فيه ما يدل على مدى شفقة الأئمة (ع) على شيعتهم و حرصهم على منفعتهم. نعم
الزائد على حاجته من دار أخرى أو عبد آخر أو غير ذلك و كان ثمنه يفي بمئونة سنته
مع ما عنده من القوت لم يجز له أخذ الزكاة و أما إذا كان لا يفي بمئونة سنته مع ما
عنده من القوت جاز له أخذ الزكاة و ان لم يبعه و كما لا يضر أعيان تلك الأشياء
بالفقر كذلك لا يضر وجود أثمانها عنده مع الحاجة إليها كالمهر للزواج لأنها من
المئونة. و يشترط في الفقير و المسكين في أخذهما هذا السهم الحرية فلا يعطى
المملوك حتى لو كان غير واجب النفقة كما لو كان آبقاً و يصح أن يعطى من باقي
السهام ان دخل في مستحقها و لكن لا يحسب ذلك من نفقته الواجبة على مولاه.
الفرق بين الفقر و المسكنة
و الفرق بين الفقر و المسكنة المأخوذين في مستحق الزكاة هو أن الأول
من لم تبلغ به الحاجة إلى المعيشة إلى سؤال ما في أيدي الناس و الثاني ما بلغت به
الحاجة إلى المسكنة و الذلة حتى صار يسأل ما في أيدي الناس.