الحمد لله رب العالمين و
الصلاة و السلام على محمد و آله و صحبه الطيبين الطاهرين و بعد، فيقول المفتقر إلى
اللّه تعالى علي ابن المرحوم الشيخ محمد رضا ابن المغفور له الشيخ هادي من آل كاشف
الغطاء.
بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
و عليه نتوكل و به
نستعين
الحمد لله الذي لا يحيط
به نعت و لا يحده وصف و لا يحويه خطاب و لا يبلغ كنهه إطناب نحمده حمداً لا يحصيه
عد و لا ينتهي أمده إلى حد على ما أولانا من مننه المتتابعة و اسبغ علينا من نعمه
الظاهرة و الباطنة و نصلي و نسلم على أبواب الرحمة و مصابيح الهدى و العروة الوثقى
أمناء البلاد و الحجج على العباد محمد خاتم النبيين و آله و صحبه البررة الميامين
و بعد جهد و عناية و قد ساعدني التوفيق الإلهي و اللطف الرباني ببركة من لذنا
بجواره الحجة الدامغة و النبأ العظيم و البلاغ المبين أبي الأئمة و نجاة الأمة علي
بن أبي طالب (ع) أن أكتب رسالة مشتملة على أمهات المسائل الشرعية و مهماتها قد
أوضحت بها الفرائض الإلهية و شرحت فيها النواميس الدينية راجياً من اللّه تعالى أن
أصيب بها الواقع لأنال الأجرين و داعياً منه تعالى أن يفوز العامل بها في النشأتين
و قد سميتها (بأسس التقوى لنيل جنة المأوى) و قد رتبتها على مقدمة و مطالب و خاتمة
أما المقدمة فهي تشتمل على أمور سبعة:
الأمر الأول: في شروط
التكليف و طرق معرفتها
إن التكليف الشرعي إنما
يثبت على الإنسان بشروط ثلاثة:
القدرة و العقل و البلوغ
فإذا حصلت هذه الشروط وجب عليه الفحص فان علم بالتكليف أو قامت الحجة المعتبرة
عنده عليه و ليس فيه حرج عليه استحق الثواب بموافقته و العقاب على مخالفته و ان لم
يعلم به لا إجمالا و لا تفصيلًا و لم تقم الحجة المعتبرة عنده عليه كان معذوراً في
عدم الإتيان به.
و تعرف القدرة بالتمكن
من فعل الشيء و تركه و كونه تحت اختياره وجوداً و عدماً.
و يعرف العقل بالتميز
بين مضار الأشياء و منافعها و صالحها و فاسدها و معرفة خواصها و آثارها و استنتاج
غائبها من حاضرها و طلب فوائدها من مقدماتها.
و يعرف البلوغ في الصبي
بخروج اللحية أو نبات الشعر الخشن على العانة التي حول الذكر و لا اعتبار بالزغب و
الشعر الضعيف و هكذا يعرف بالاحتلام أو بالقدرة على المواقعة و الإنزال أو إكمال
خمس عشرة سنة هلالية.