نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 77
الحجريّة إليها ضروريّة العدم، و نسبة
الكتابة إليها غير ضروريّة الوجود و العدم، بل ممكنة بالإمكان الخاصّ.
و هذه النّسبة، أعنى نسبة المحمول إلى
الموضوع فى نفس الأمر، إيجابيّة كانت النّسبة أو سلبيّة، تسمّى مادّة القضيّة،
فالأولى مادّة الوجوب، و الثّانية مادّة الامتناع، و الثّالثة مادّة الإمكان. و
إنّما انحصرت الموادّ فى نفس الأمر فى الثلث، لأنّ نسبة المحمول إلى الموضوع فى
نفس الأمر إمّا ضروريّة الوجود أولا، و الثّاني إمّا ضروريّة العدم أو لا، و هو
واضح.
و أمّا الجهة، فهى ما يفهم و يتصوّر من
نسبة المحمول إلى الموضوع، سواء تلفّظ بها أو لم يتلفّظ، طابقت المادّة، كقولنا
«الإنسان كاتب [بالإمكان]» ، أو لم تطابق، كقولنا: «هو كاتب بالضّرورة»
و العامّة قد يعنون ب «الممكن» «ما ليس
بممتنع» ، فإذا قالوا: : «ليس بممتنع» عنوا به الممكن ، و إن كان أعمّ منه، لصدقه
على الواجب أيضا، لكونه غير ممتنع، و لأنّ مادّة القضيّة هى النّسبة فى نفس الأمر،
و ليس فى نفس الأمر ما يتناول الوجوب و الإمكان الخاصّ، بل ما لا بدّ و أن يكون
إلاّ أحدهما، فيكون الإمكان العامّ جهة، لا مادّة، و كذا غيره من الجهات العامّة.
و إذا قالوا «ليس بممكن» عنوا به «الممتنع» .
و هذا ، الإمكان، و هو المسمّى بالإمكان
العامّ، لكونه أعمّ من الخاصّ، أو بالإمكان العامىّ، [لانتسابه إلى العامّة، غير
ما نحن فيه ، و هو المسمّى بالإمكان الخاصّ، لكونه أخصّ من العامّ، أو بالإمكان
الخاصّىّ،]لانتسابه إلى الخاصّة، و هم أهل الحكمة. فإنّ ما ليس بممكن هو قد يكون
ضرورىّ الوجود، و قد يكون ضرورىّ العدم بهذا الاعتبار، و هو باعتبار الخواصّ. و
المعنى أنّ ما ليس بممكن بالإمكان الخاصّ إمّا ضرورىّ الوجود أو ضرورىّ العدم.
و ما يتوقّف وجوبه و امتناعه على غيره
فعند انتفاء ذلك الغير لا يبقى وجوبه و امتناعه، فهو ممكن فى نفسه. و الممكن يجب
بما يوجب وجوده، و يمتنع بشرط لا كون [موجب]وجوده، و عند تجرّد النّظر إلى ذاته فى
حالتى وجوده و عدمه ممكن.
نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 77