نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 537
الحقائق كفاحا، و ثانيهما نفث فى
الرّوع، و هو الإلهام النّفسىّ، قال:
و لقد ألقاه ، أى: مجموع ما فى هذا
الكتاب من المعانى، النّافث القدسىّ، أى: روح القدس، فى روعى، أى: نفسى، فى يوم
عجيب دفعة ، و هو كما قال النّبيّ عليه السّلام: «إنّ روح القدس نفث فى روعى: أحبب
ما شئت، فإنّك مفارقه؛ و اعمل ما شئت، فإنّك مجازى عليه» ، و إن كانت كتابته ما
اتّفقت إلاّ فى أشهر، لموانع الأسفار.
و له ، و لهذا الكتاب، خطب عظيم؛ لأنّه
عظيم القدر، جليل الشّأن، لاشتماله على الحكمة البحثيّة و الذّوقيّة. أمّا
البحثيّة، فلما فيه من الأصول الصّحيحة و القواعد المستقيمة. و أمّا الذّوقيّة،
فلأنّها ذوق أفاضل الأمم السّالفة من الأجيال الخالية . و من جحد الحقّ ، و هو كون
الكتاب ذا خطب عظيم، و أنّه فات المتقدّمين و المتأخّرين ما يسّر اللّه على لسانه
منه ، فسينتقم اللّه منه، «إِنَّ اَللّٰهَ عَزِيزٌ ذُو اِنتِقٰامٍ» ،
(ابراهيم،47 .
و لكون الكتاب عظيم الشّأن جليل القدر،
لا يعرفه إلاّ من أتقن علوم المشّائين، و وقف على اصول الإشراقيّين، و تجرّد و
ارتاض. و كلّ ذلك لا يتيسّر إلاّ بالشّيخ الفاضل، الحكيم الكامل، الّذي هو قطب
الوقت و خليفة اللّه فى أرضه. قال:
و لا يطمعنّ أحد أن يطّلع على أسرار هذا
الكتاب، (274 ، دون المراجعة، إلى الشّخص الّذي
يكون خليفة، عنده علم الكتاب، أى: هذا الكتاب، أو الكتاب الإلهيّ، الّذي هو عبارة
عن مجموع الموجودات.
و اعلموا، إخوانى، أنّ تذكّر الموت أبدا
من المهمّات، لاشتماله على فوائد: منها ما أشار إليه النّبيّ، عليه السّلام، فى
قوله: «أكثروا ذكر هادم اللّذات» ، فإنّه ما ذكره أحد فى ضيق إلاّ وسّعه عليه و لا
فى سعة إلاّ ضيّقها. و منها القناعة بما رزق دون الشّره فى تحصيل كلّ مشتهى خلق؛ و
المبادرة إلى التّوبة قبل الأوبة؛ و النّشاط فى العبادة؛ و الاشتغال بتحصيل ما
يبقى و يدوم من الكمالات الباقية الأخرويّة، لا بما يفنى و يزول من الأمور الفانية
الدّنيويّة؛ و الاستيناس بالموت و انتظاره؛ و الفرح به رجاء لقاء اللّه تعالى
لاتّصافه بالكمال و الخير، فيحبّه اللّه، دون الاستيحاش و الفرار
نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 537