نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 53
يتعلّق بالصّناعة تأليف مفرداتها، لا
غير، فهى لا تكون، إلاّ مؤلّفة.
و هذا الوجه قريب من الأوّل، و لأنّ
القول بأنّ المعرّف من الأقوال الشّارحة يناقض القول بجواز كونه مفردا، [و كذا
القول بأنّ الفصل حدّ و الخاصّة رسم القول بأنّهما موصلان بعيدان]
و إذا استحال أن يكون التّعريف بأمر
فيجب أن يكون بأمور ، تخصّه ، أى: تخصّ تلك الأمور ذلك الشّيء بأحد وجوه ثلاثة،
فإنّ غير المختصّ بالشّيء يمتنع تعريفه به ، إمّا لتخصّص الآحاد ، و هو أن يكون
كلّ واحد من تلك الأمور الّتي هى أجزاء المعرّف مختصّا بالشّيء، كقولنا فى تعريف
الإنسان «إنّه ناطق ضاحك كاتب متفكّر» و هو رسم ناقص، لخلوّه عن الجنس،
أو لتخصّص البعض، و هو أن يكون بعض
أجزاء المعرّف مختصّا بالمعرّف دون البعض. فإن كان غير المختصّ جنسا قريبا، و
المختصّ إمّا فصل أو خاصّة، كقولنا فى تعريف الإنسان: «إنّه حيوان ناطق أو ضاحك»
فهو حدّ تامّ أو رسم تامّ، و إن كان جنسا بعيدا، كقولنا: «إنّه جوهر ناطق أو ضاحك»
كان حدّا ناقصا أو رسما كذلك، و كذا إن كان عرضا عامّا، كما إذا بدّلنا الماشى
بالجوهر و قلنا: «إنّه ماش ناطق أو ضاحك»
أو للاجتماع . و هو أن يكون التّعريف
بأمور لا يخصّ آحادها الشّيء و لا بعضها، بل يخصّه للاجتماع، و هو أن يختصّ
مجموعها بالشّيء دون شيء من أجزائه، و سمّى الخاصّة المركّبة، لأنّ اختصاصه إنّما
حصل بالتّركيب، كقولنا فى تعريف الخفّاش: «إنّه طائر ولود» ، فإنّ كلّ واحد منهما
أعمّ منه، و المجموع مختصّ به، و هو أيضا رسم ناقص.
و التّعريف لا بدّ و أن يكون بأظهر من
الشّيء ، سواء كان تعريفا حدّيا أو رسميّا، لأنّ معرفته سبب لمعرفته ، لا بمثله ،
أى: لا بما يساويه فى الظّهور و الخفاء، يعنى فى المعرفة و الجهالة و ما يكون ، و
لا بما يكون أخفى منه، أو يكون لا يعرّف إلاّ بما عرّف به ، أى: و لا بما يكون لا
يعرّف إلا بالمعرّف.
نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 53