نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 507
أبدا، و هو خلاف الفرض، مع كونه محالا
فى نفسه، إذ يلزم منه أن لا يكون من الكائنات فى المستقبل، لما سيتبيّن. و إذا أتى
وقت وقع فيه الكلّ تناهت الحوادث المستقبلة المعلولة أو المنقوشة. و ذلك محال.
أمّا أوّلا، فلأنّه على خلاف الفرض، من
كونها غير متناهية. و إليه الإشارة بقوله: ثمّ إن كان فيها نقوش غير متناهية
لحوادث فى المستقبل مترتّبة. فإن كان كلّ واحد منها لا بدّ و أن يقع وقتا ما،
فيأتى وقت ما يكون الكلّ قد وقع فيه، فيتناهى السّلسلة، و قد فرضت غير متناهية، و
هو محال.
و أمّا ثانيا، فلأنّه لو تناهى ما فيه
من المعلومات و النّقوش، لوقع بعد ذلك الوقت الّذي وقع فيه الكلّ ما لا تكون
المبادى العالية تعلمه، و يلزم من ذلك أن يكون هذا الأمر قد وقع فى الأدوار الغير
المتناهية فى الماضى، فما كان يصحّ الآن إنذار غيبىّ و لا منام متعلّق بالمستقبل،
إذ الملقى للمغيّبات المطّلع عليها قد صار جاهلا. و هو باطل، لصحّة الإنذارات
بالمغيّبات من المنامات و غيرها. فإن لم يستفد العلم من شيء آخر فلزوم هذا المحال
ظاهر، و إن استعاد عاد الكلام إلى الشّيء الّذي منه الاستعادة، و سنشير إلى هذا.
و أمّا القسم الثّاني، فلأنّه إذا كان
معلوم منها أنّها تقع فى المستقبل، و هى فى نفس الأمر لا تقع فيه، كان ذلك كاذبا
لا محالة. فلا يكون ذلك المعلوم من المعلومات أو النّقوش الّتي ستكون و فرض أنّه
منها، هذا خلف. و إليه الإشارة بقوله:
و إن لم يكن حصول وقت قد فرغ فيه الكلّ
عن الوقوع، ففيها ما لا يقع أبدا، فليس من الكائنات فى المستقبل، و قد فرض منها،
هذا محال.
و لا يلزم هذا ، البرهان أى لا يتمشّى ،
فى الممكنات المستقبلة، كيف كانت ، أى: على أىّ وجه كانت، كأن كانت مجتمعة، و لها
كلّ، كالصّور المفصّلة المعقولة، أو لا كلّ لها، كالحوادث اليوميّة المستقبلة. و
إنّما كان يتمشّى فيها لو كان لها كلّ، كالصّور. و ليس، فليس. و هو المراد من قوله
: فإنّها ، أى: الممكنات المستقبلة الّتي هى الحوادث اليوميّة ، دون الصّور
المفصّلة المعقولة ، للمبادى العالية أو المنقوشة
نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 507