responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 292

أى: جسم أو مظلم، الحياة و العلم، لكان يجب على مشاركه، فى الجسميّة أو الظّلمة ، ذلك، أى: الحياة و العلم، لوجوب وجود المعلول عند العلّة التّامّة. و ليس كذا، لخلوّ البرازخ و الغواسق عن الحياة و العلم.

و إن فرض للجوهر الغاسق حياة و علم لهيئة زائدة ، على ذاته، حالّة فيها، كان على ما سبق؛ من أنّ تلك الهيئة إن كانت مقتضى الغاسق من حيث هو، لوجب على مشاركه اقتضاؤها، و ليس كذا و لأنّ تلك الهيئة إن كانت ظلمانيّة لا تكون ظاهرة فى ذاتها و لا لذاتها، و إن كانت نوريّة لا تكون ظاهرة لذاتها، لكونها نورا لغيرها، لا لذاتها، و إن كانت ظاهرة فى ذاتها، لإشراقها. و كيف ما كانت لا تكون (147 حيّة عالمة. و إذ ذاك فيستحيل صيرورة الجسم الجمادىّ بسبب هيئة غير حيّة و لا عالمة حيّا و عالما.

و أيضا لا شكّ أنّ الهيئة ليست ظاهرة لنفسها، لما سبق ، من أنّ الهيئة، ظلمانيّة كانت أو نوريّة، لا تكون نورا لنفسها، لأنّ وجودها لغيرها، و ليست ظاهرة للبرزخ، فانّه غاسق فى نفسه، كيف يظهر له شيء، إذ لا بدّ لمن يظهر له شيء أن يكون لنفسه ظهور فى نفسه ، إذ ظهور الشّيء للشّيء فرع على ظهوره فى نفسه فإنّه لو لم يكن ظاهرا فى نفسه، لا يكون ظاهرا لنفسه، أى: شاعرا بها. و إذا لم يكن شاعرا بها، لا يكون شاعرا بغيرها، فإنّ شعور الشّيء بغيره فرع على شعوره بنفسه، فإنّه لا يشعر بغيره من لا شعور له بذاته، على ما تشهد به الفطرة الصّحيحة.

فلمّا لم يكن البرزخ ظاهرا لنفسه، و لا الهيئة ، ظاهرة لنفسها، و لا البرزخ للهيئة، و لا الهيئة للبرزخ، فلا يحصل منهما ، من البرزخ و الهيئة، ظاهر لنفسه، أى مدرك لها.

و الهيئة لمّا لم يكن وجودها إلاّ لغيرها ، و هو البرزخ الّذي هو محلّها، لم يحصل منها و من البرزخ شيء قائم بنفسه ، فإنّه إنّما يحصل من شيئين، شيء قائم بنفسه إذا كان وجود كلّ منهما لذاته، لا أنّ وجود كليهما أو أحدهما لغيره، بل القائم منهما، بنفسه، هو البرزخ ، إذ لا مدخل للعرض فى قيام الجوهر بنفسه. و لهذا يبقى الجوهر قائما بنفسه مع زوال العرض، كالأبيض إذا اسودّ.

نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست