responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 276

فصل [2]

فى تعريف الغنىّ

و إنّما قدّم تعريفه لاحتياجه إليه فى تقسيم النّور إلى الفقير و الغنىّ.

الغنىّ هو ما لا يتوقّف ذاته و لا كمال له على غيره؛ و الفقير ما يتوقّف منه على غيره ذاته أو كمال له .

اعلم: أنّ صفات الشّيء تنقسم إلى ما يكون له من ذاته، (139 و إلى ما يكون له بسبب الغير. و الأوّل ينقسم إلى ما لا يعرض له نسبة إلى الغير، و هى الهيئات المتمكّنة من ذات الشّيء، كالشّكل، و إلى ما يعرض له نسبة إلى الغير، و هى الهيئات الكماليّة الإضافيّة، و هى كمالات للشّيء فى نفسه و مبادئ إضافات له إلى غيره، كالعلم و القدرة. و الثّاني الإضافات المحضة، كالمبدئيّة و الخالقيّة.

فالغنىّ المطلق-و هو ما يكون غنيّا من كلّ وجه، لا ما يكون غنيّا من وجه دون وجه-هو ما لا يتوقّف على غيره، فى ثلاثة أشياء: فى ذاته، و فى هيئات متمكّنة من ذاته، و فى هيئات كماليّة له فى نفسه، هى مبادئ إضافات له إلى الغير.

و احترز بقوله: «و لا كمال له» ، عن الإضافة المحضة، لتعلّقها بالغير و جوازها على اللّه تعالى، إذ لا يلزم من تغيّرها تغيّر فى ذاته و لا من تغيّر معلومه أيضا.

أمّا الأوّل، فلأنّه إذا لم يبق زيد موجودا أو بطلت إضافة المبدئيّة، لا يلزم تغيّر فى نفسه، كما لا تتغيّر ذاتك بتغيّر الإضافة من انتقال ما على يمينك إلى شمالك. و أمّا الثّاني، فالسّرّ فيه أنّ علمه حضورىّ إشراقىّ، لا بصورة فى ذاته ليلزم التّغيّر.

و الفقير هو الّذي يتوقّف على غيره فى شيء من الثّلاثة. و حاصل الغنى راجع إلى وجوب الوجود الذّاتىّ، و حاصل الفقر إلى إمكان الوجود.

نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست