responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 245

ذو العدل كقوله: «وَ أَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ» «1» و يقال: عدلت الشي‌ء أعدله عدلا، إذا قومته، و منه الاعتدال فى الأمور، و هو الاستقامة فيها.

إذا عرفت هذا فنقول: ذكر أصحابنا لهذا الاسم تفسيرين. أحدهما أن يكون العدل بمعنى المعتدل و هذا مجاز، و حقيقته كونه سبحانه و تعالى منزها عن النقائص الحاصلة فى طرفى الإفراط و التفريط، و جانى التشبيه و التعطيل، و معنى أنه عدل فى أفعاله، أى أنه لا يظلم، و لا يجور.

و اعلم أن المعتزلة تمسكوا بهذا الاسم، و أبرقوا و أرعدوا فيه، فقالوا: إذا كان يخلق الكفر فى الكافر ثم يعذبه عليه أبدا سرمدا، فكيف يحصل العدل، و أى معنى للجور فوق هذا، و كما أن اسم الحكم متمسك أهل الجبر، فاسم العدل متمسك أهل القدر.

و أصحابنا يعارضون الخلق و الإرادة، فالعلم على ما لخصناه، و لا جواب لهم البتة عنه.

قول المشايخ فى هذا الاسم: أما المشايخ فقالوا: العدل هو الّذي له أن يفعل ما يريد، و حكمه ماض فى العبيد.

اما حظ العبد من هذا الاسم: فهو أن يحترز عن طرفى الإفراط و التفريط ففى أفعال الشهوة يحترز عن الفجور الّذي هو الإفراط، و عن الجود الّذي هو التفريط، و يبقى على الوسط و هو العفة، و فى أفعال الغضب يحترز عن النهور الّذي هو الإفراط، و الجبن الّذي هو التفريط، و يبقى على الوسط و هو الشجاعة و فى الحكمة العملية يحترز عن الإفراط الّذي هو الدعاء و المكر، و عن التفريط الّذي هو البله؛ و يبقى على الوسط و هو الحكمة العملية، و إذا اجتمعت هذه‌

______________________________
(1) جزء من الآية 2 من سورة الطلاق.

نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 245
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست