responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 187

القول فى تفسير اسمه (السلام)

قال تعالى: «الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ» «1»، و اعلم أن السلام عبارة عن السلامة قال تعالى: «وَ اللَّهُ يَدْعُوا إِلى‌ دارِ السَّلامِ» «2» أى الجنة، لأن الصائر إليها يسلم من الموت و الأحزان، قال تعالى: «إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ. فَسَلامٌ لَكَ» «3» أى يخبرك عنهم بسلامة، و السلام الّذي هو التحية، و السلام معناه السلامة، فإذا قال المسلم: السلام عليكم، فكأنه يخبره بالسلامة من جانبه و يؤمنه من شره و من غائلته، قال تعالى فى حق يحيى عليه السلام: «وَ سَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ» «4» الآية.

و كان سفيان بن عيينة يقول؛ أوحش ما يكون الخلق فى ثلاثة مواطن:

يوم ولد، فيرى نفسه خارجا مما كان فيه: «وَ يَوْمَ يَمُوتُ» «5» فيرى قوما لم يكن عاينهم، «وَ يَوْمَ يُبْعَثُ» «6» فيرى نفسه فى محشر عظيم، فأكرم اللّه يحيى فى هذه المواضع الثلاثة، و خصه بالسلامة من آفاتها، و المراد أنه سلمه من شر هذه المواطن الثلاثة، و أمنه من خوفها.

و أيضا الصواب من القول سمى سلاما قال تعالى‌ «وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً» «7» و ذلك لسلامته من العيب و الإثم، فثبت بمجموع ما ذكرنا أن السلام عبارة عن السلامة، إذا ثبت هذا فنقول: هاهنا احتمالان أحدهما:

أن يكون المراد من السلام أنه ذو السلام، و وصف به مبالغة فى وصف كونه سليما من النقائص و الآفات، كما يقال: رجل غياث، و عدل، و يقال، فلان جود و كرم.

______________________________
(1) جزء من الآية 23 من سوره الحشر.

(2) جزء من الآية 25 من سوره يونس.

(3) الآيتان 90، 91 من سوره الواقعة.

(4) جزء من الآية 15 من سوره مريم.

(5) جزء من الآية 15 من سوره مريم.

(6) جزء من الآية 15 من سوره مريم.

(7) جزء من الآية 63 من سورة الفرقان.

نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست