responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 101

القسم الثانى- فى المقاصد

القول فى تفسير هو

هذا اسم له هيبة عظيمة عند أرباب المكاشفات، و اعلم أن الألفاظ قسمان مظهرة و مضمرة، أما المظهرة فهى الألفاظ الدالة على الماهيات المخصوصة كالسواد و البياض و الحجر و المدر، و أما المضمرات فهى الألفاظ الدالة على المتكلم أو المخاطب أو الغائب من غير أن تكون دالة على خصوصية ماهية ذلك الشي‌ء، و هى ثلاثة أنا و أنت و هو، و أعرفها أنا ثم أنت ثم هو، و الدليل على صحة هذا الترتيب أن تصورى لنفسى من حيث إنى أنا لا يتطرق إليه الاشتباه فإن من المحال أن أصير مشتبها بغيرى فى عقلى أو يشتبه غيرى فىّ فى عقلى، بخلاف أنت فإنه قد يشتبه بغيره و غيره يشتبه به، و أما أنت فلا شك أنه أعرف من هو، لأن الحاضر أعرف من الغائب، فالحاصل أن أعرف المضمرات هو قولنا أنا، و أشدها بعدا عن العرفان هو قولنا هو، و أما أنت فكالمتوسط بينهما، و التأمل التام يكشف عن صدق ما ذكرناه.

و مما يؤكد هذا الّذي قلناه: أن المتكلم جعل له عند الانفراد لفظ واحد يستوى فيه المذكر و المؤنث، و ذلك لأن الفرق إنما يحتاج إليه عند خوف الالتباس و الالتباس فى قول القائل أنا غير ممكن، فلا جرم لا حاجة إلى ذكر الفاصل، و أيضا لفظ التثنية و الجمع واحد، لأنه يقال فى المتصل ضربنا، و فى المنفصل نحن‌ «1»، فثبت بهذا أن العرب لم يضعوا علامة فارقة فى ضمير أنا بين المذكر و المؤنث و كذا بين التثنية و الجمع، و ذلك لعدم الالتباس، أما ضمير المخاطب فقد فرقوا فيه بين المذكر و المؤنث، و بين التثنية و الجمع لأنه قد يكون بحضرة المتكلم مذكر و مؤنث و هو مقبل عليهما فإذا خاطب أحدهما لم يتميز عن غيره إلا بعلامة تميزه،

______________________________
(1) أى الضمير المتصل و المنفصل.

نام کتاب : لوامع البينات شرح أسماءالله تعالى و الصفات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست