responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية الحكم في الإسلام نویسنده : الأراكي، الشيخ محسن    جلد : 1  صفحه : 79

إذن، فهذه الآيات تعني أنّ الأُسلوب الذي يتّبعه الرسول في أداء مهمّته التي هي إقامة حكم الله في الأرض، وإنشاء دولة عادلة تحكم المجتمع على أساس من القسط والعدل، إنّما هو أُسلوب التبشير والإنذار، والدّعوة والإبلاغ؛ لا أنّ «مهمّته في المجتمع ليست سوى الإبلاغ والإنذار»!

ولهذا نجد في هذه الآية انّها جمعت بين الأمر بطاعة الرسول وبين قوله: فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْهِ ما حُمِّلَ وَ عَلَيْكُمْ ما حُمِّلْتُمْ وَ إِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَ ما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ‌[1].

الطائفة الثالثة

ما دلّ على جعله وليّاً على الناس من قبل الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى، وأنّه أولى بالمؤمنين من أنفسهم، كقوله تعالى:

8. إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ‌[2].

9. وَ ما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَ النِّساءِ وَ الْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَ اجْعَلْ لَنا


[1] هذه الآيات وغيرها تدلّ على أنّ إقامة دولة الإسلام لا تكون إلّا بعد اجتماع قاعدة شعبيّة تختار الحكم الإلهي، وتعلن ولاءها للقيادة الإلهية، وأمّا بعد قيام الدولة؛ فإنّ هذه الدولة مكلّفة بالدفاع عن نفسها وعن شعبها بما يتطلّبه الدفاع عن أمن الدولة والجماهير وحراسة مصالحهم، كما انّها مكلّفة بالدفاع عن البشرية وحقوقها المسحوقة من قبل المستكبرين والظالمين، وإن تطلّب ذلك استخدام القوة.

[2] سورة المائدة: 55.

نام کتاب : نظرية الحكم في الإسلام نویسنده : الأراكي، الشيخ محسن    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست