البحث الثاني: ولاية الفقيه في الكتاب الكريم
هناك مجموعة من الآيات الكريمة في القرآن العظيم يمكن الاستدلال بها لإثبات الولاية السياسية العامّة للفقيه العادل ومن جملة ذلك الآيات التالية:
الآية الأولى
إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً وَ نُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هادُوا وَ الرَّبَّانِيُّونَ وَ الْأَحْبارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ وَ كانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ[1].
ولتوضيح دلالة الآية على ثبوت السلطة السياسية العامّة للفقهاء العدول نلفت النظر إلى ما يلي:
1. دلّت الآية الشريفة على أنّ الحاكمين بالتوراة هم ثلاث طوائف: النبيّون الذين أسلموا، والربانيّون، والأحبار- وهم علماء اليهود-.
2. أشارت الآية المباركة إلى أنّ العلّة والسبب الذي جعل الطوائف
[1] سورة المائدة: 44.