روى
السيّد عليّ بن موسى بن طاووس في كتابه" الطرف"، بإسناده عن عيسى بن
المستفاد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (ع)، عن أبيه (ع):" أنّ رسول الله (ص)
قال لأبي ذر وسلمان والمقداد: أشهدوني على أنفسكم بشهادة أن لا إله إلّا الله
.."، إلى أن قال:
"
وأنّ عليَّ بن أبي طالب وصيّ محمّد وأمير المؤمنين ..، وأنّ طاعته طاعة الله
ورسوله، والأئمّة من ولده، وأنّ مودّتهم مفروضة واجبة على كلّ مؤمن ومؤمنة؛ مع
إقامة الصلاة لوقتها، وإخراج الزكاة من حلّها ووضعها في أهلها، وإخراج الخمس من
كلّ ما يملكه أحد من الناس حتّى يدفعه إلى وليّ المؤمنين وأميرهم .."[1].
وروى
البخاريّ في كتابه: أنّ وفد عبدالقيس لمّا قالوا لرسول (ص):
"
إنّ بيننا وبينك المشركين من مضر وإنّا لا نصل إليك إلا في أشهر حرم، فمرنا بجمل
الأمر إن عملنا به دخلنا الجنة، وندعو إليها من ورائنا"؛ قال:" آمركم
بأربع وأنهاكم عن أربع: آمركم بالإيمان بالله؛ وهل تدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة
أن لا إله إلّا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وتعطوا من المغنم الخمس"[2]
.
والظاهر من هذه الرواية أنّ الخمس الذي أمر به الرسول (ص) وفدَ عبدالقيس لم يكن
مختصّاً بغنائم الحرب؛ فإنّ الظروف التي كانت تكتنف قبيلة عبدالقيس- حسب وصف
الرواية- لم تكن تسمح لهم وهم مستضعفون محاصرون بأن يفوزوا
[1] . الطرف: 11، وعنه في وسائل الشيعة، كتاب الخمس،
أبواب الأنفال، الباب 4، الحديث: 21.
[2] . البخاري 217: 8، باب( والله خلقكم وما تعملون).
وقد رواه أيضاً في مواضع أخرى، ورواه مسلم 35: 1- 36، وأحمد 23: 3، والنسائيّ 235:
3.