أقول: يونس راوي هذا الخبر
مجهول مشترك بين يونس بن بكر و يونس بن بهمن و غيرهما. مع أنّه قيل في حقّ الأخير:
إنّه غال خطّابيّ كوفيّ يضع الحديث. فلا اعتبار بسنده.
و
نقل أيضا بسند فيه مجاهيل. عن عمّار بن أبي عتيبة، قال: هلكت بنت لأبي الخطّاب،
فلمّا دفنها أطلع يونس بن ظبيان في قبرها فقال: السلام عليك يا بنت رسول اللّه.[1]
و
هذه الروايات صار سببا لقول فضل بن شاذان و من تأخّر مثل ابن الغضائريّ. و لم
يذكره النجاشيّ. و الأقوى حسن حاله و عقيدته و استقامته.
و
لقد أطال المحدّث النوريّ في إثبات حسن حاله و استقامته و علوّ مقامه و عدم غلوّه
بروايات الأجلّاء عنه. و عدّ اثني عشر، منهم: جميل بن درّاج، و صفوان، و ابن أبي
عمير، و عبد اللّه بن المغيرة، و المفضّل بن عمر، و غيرهم.[2]
و
بما في آخر السرائر، نقلا من جامع البزنطيّ عنه عن هشام بن سالم قال: سألت أبا عبد
اللّه عليه السلام عن يونس بن ظبيان فقال: رحمه اللّه، و بنى له بيتا في الجنّة.
كان و اللّه مأمونا على الحديث.
و
الضمير في «عنه» راجع إلى صاحب الكتاب- البزنطيّ- أو أبي بصير، كما هو واضح لمن
راجع السرائر. فالخبر صحيح غايته، كما قاله المحدّث النوريّ و المامقانيّ.[3]
و
رواه الكشّيّ مسندا عنه مثله، إلّا أنّه فيه: مأمونا على الحديث.[4]
و
بما رواه الكشّيّ في ترجمة فيض بن المختار، حيث نقل النصّ على إمامة الكاظم عليه
السلام من أبيه الصادق عليه السلام و استأذن في إخبار ذلك إلى رفقائه، فأخبرهم و
أخبر يونس بن ظبيان، فحمدوا كثيرا. فخرج يونس مستعجلا ليسمع من الصادق عليه
السلام. فلمّا انتهى إلى الباب، سبقه الإمام و قال: الأمر كما قال لك الفيض. قال:
قال:
و رواه النعمانيّ في كتاب الغيبة. و رواه في الكافي. ثمّ قال: فالخبر صحيح على
الأصحّ، و هو صريح في عدم اعتقاده بإمامة إسماعيل و اعتقاده بإمامة الكاظم عليه
السلام.