السادس: دعوى اعتبار أخبار
الكتب الأربعة جميعا و فيه مضافا إلى ما يرد على سابقه أخيرا منع اعتبار جميعها
كما سيظهر إن شاء اللّه تعالى.
قطعية
صدور الأخبار:
ثم
إن الاخباريين استدلوا لإثبات قطعية الصدور بالنسبة إلى جميع أخبار الكتب الأربعة
أو مطلق الكتب المعتمدة بوجوه عديدة و حكى عن الوسائل إنهائها إلى اثنين و عشرين[1]،
و عدم القطعية و إن كان واضحا إلا أنه لا بأس بذكر بعضها فمنها دعوى تنقيح الأخبار
في أزمنة الأئمة المتأخرة عن الأخبار المدسوسة، و فيه أولا:
إنه ليس في خبر من الأخبار إخراج جميع المدسوسات عما وصل إلينا من الأخبار.
و
ثانيا: لو سلمناه إلا أنه خبر غير مقطوع الصدور. و ثالثا: يحتمل الاشتباه و
الخطأ في غير المدسوسات.
و
منها أن الأئمة (ع) لم يكونوا يضيعون من في الأصلاب بل يلزم عليهم تبليغ الأحكام
على وجه تصل إلى الجميع، و فيه أن بناء التبليغ على المعتاد و لا ينافي وجود تقصير
من المكلفين مانع عن وصول بعض الأحكام مضافا إلى أنه ربما يكون في جعل الإمارة
مصلحة لا يلزم معها التبليغ القطعي فافهم.
و
منها شهادة المحمدين الثلاثة[2] على كون
جميع ما في كتبهم
أ- محمد بن يعقوب الكليني، كان
أوثق الناس في الحديث و أثبتهم. صنف كتاب الكافي في عشرين سنة. و تاريخ ولادته
مجهول، و لكن الأرجح أن ولادته كانت بعد وفاة الإمام العسكري عليه السّلام. توفي
سنة 329 ه-، و دفن بباب الكوفة( معجم رجال الحديث ج 18 ص 50).
ب- محمد بن علي بن الحسين بن موسى
بن بابويه القمي، نزيل الري، و وجه الطائفة بخراسان. ورد بغداد سنة( 335 ه-)، و
سمع منه شيوخ الطائفة و هو حدث السن، و له كتب كثيرة تبليغ نحوا من ثلثمائة مصنف
منها: كتاب التوحيد، كتاب مدينة العلم، كتاب علل الشرائع، و غير ذلك. كان بصيرا
بالفقه و الأخبار و الرجال( معجم رجال الحديث ج 16 ص 316).
ج- محمد بن الحسن الطوسي. شيخ
الطائفة، ثقة جليل، له مصنفات كثيرة منها تهذيب الأحكام، و الاستبصار، و النهاية،
و غير ذلك من أمهات كتب الطائفة. ولد سنة 385 ه- و توفي سنة 460 ه- النجف الأشرف
بعد أن أسس أكبر مدرسة علمية لتخريج الفقهاء و المجتهدين( معجم رجال الحديث ج 15 ص
246).