رسول الله صلى الله عليه و آله
و سلم في غزواتة؟ ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال: اللهم إن هذا يشتم وليا من
أوليائك فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك، قال قيس: فوالله ما تفرقنا حتى ساخت
به دابته فرمته على هامته في تلك الأحجار فانفلق دماغه فمات [قال الحاكم] هذا
حديث صحيح على شرط الشيخين[1].
وروى
أحمد في مسنده عن معقل بن يسار قال: وضأت النبي صلى الله عليه و آله و سلم ذات يوم
فقال: هل لك في فاطمة تعودها؟ فقلت: نعم فقام متوكئا علي فقال: أما إنه سيحمل
ثقلها غيرك ويكون أجرها لك، قال: فكأنه لم يكن علي شيء حتى دخلنا على فاطمة سلام
الله عليها فقال لها: كيف تجدينك؟ قالت: والله لقد اشتد حزني وطال سقمي، قال: أبو
عبدالرحمن- وهو عبدالله بن أحمد بن حنبل- وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث
قال: أو ما ترضين أني زوجتك أقدم امتي سلما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما[2].
وروى
ابن الأثير بسنده عن الحارث عن علي عليه السلام قال: خطب أبوبكر وعمر- يعني فاطمة
عليه السلام- إلى رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، فأبى رسول الله صلى الله
عليه و آله عليهما، فقال عمر:
أنت
لها يا علي، فقلت: ما لي من شيء إلادرعي أرهنها فزوجه رسول الله صلى الله عليه و
آله و سلم فاطمة عليه السلام فلما بلغ ذلك فاطمة بكت، قال: فدخل عليها رسول الله صلى
الله عليه و آله و سلم فقال: ما لك تبكين يا فاطمة؟ فوالله لقد أنكحتك أكثرهم
علما، و أفضلهم حلما، وأولهم
[2] مسندالإمام أحمدبن حنبل 5: 26، وذكره المتقي
في كنز العمال 6: 153، وقال: أخرجه أحمد بن حنبل والطبراني، وذكره الهيثمي في
مجمعه 9: 101 و 114، وقال: رواه أحمد والطبراني برجال وثقوا