من الأرض، يتمرغون في حسرات
المنايا، يتجرعون كؤوس الموت، قد اختطف أرواحهم بسيفه، ونحن نتوقع منه أكثر من
ذلك، ولم نكن نضبط أنفسنا من مخافته حتى ابتدأت منك إليه التفاتة، وكان منه إليك
ماتعلم، ولولا أنه نزلت آية من كتاب الله لكنا من الهالكين، وهو قوله تعالى: «و لقد عفا عنكم»[1].
فاترك
هذا الرجل ما تركك، ولا يغرنك قول خالد أنه يقتله، فإنه لايجسر على ذلك ولو رامه
لكان أول مقتول بيده، فإنه من ولد عبد مناف [الذين] إذا هاجوا هيبوا، وإذا غضبوا
أدموا، ولاسيما علي بن أبيطالب عليه السلام نابها الأكبر، وسنامها الأطول،
وهامتها الأعظم، والسلام على من اتبع الهدى[2].
[2] الاحتجاج( للطبرسي) 1: 243- 252، وأورد بعضا
منها السيد الرضي في نهج البلاغة الرقم( 5) من الخطب، وكذلك الحلواني في نزهة
الناظر وتنبيه الخاطر: 55، وابن الجوزي في تذكرة الخواص: 121، وعنه في البحار 28:
233