مرسلين من قبل الله تعالى إذ من
هو كذلك لا يهم بالدنيا وبجمع المال وبإدخاره؛ لأنه مناف لمنصبه وهو قيادة الامة
ودعوة الناس إلى الآخرة والتنزه عن الدنيا؛ ولذا يكون الحديث بهذا الصدد الذي
ذكرناه لا أنه يعني أن ما تركوه لا يورث. ثم إن القرآن الكريم يصرح بأن الأنبياء
يورثون كما في قوله تعالى: «و ورث سليمان
داود» و «فهب لي من لدنك
وليا يرثني و يرث من آل يعقوب و اجعله رب رضيا» ويدل على الإرث قوله تعالى «يوصيكم
الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين»؛ لذا فإن
كلام أبيبكر مخالف لكلام الله تعالى وصريح القرآن.
ثم
إن فاطمة عليها السلام سيدة نساء الأولين والآخرين، وهي عالمة بكل الأحكام الإلهية
فكيف يجرؤ أبوبكر على هذا الإدعاء.
إن
الإمام عليا عليه السلام طلب من أبيبكر إقامة البينة على إدعائه؛ لأن فدك بيد
فاطمة عليها السلام، ثم قال عليه السلام لأبيبكر: فيمن نزلت هذه الآية:
«إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا»،
فيك أم فينا؟ فقال أبوبكر: فيكم، فقال عليه السلام له:
إذا
شهد الشهود فتكون فاطمة عليها السلام قد ارتكبت منكرا (والعياذ بالله) أفتقيم الحد
عليها؟ فقال أبوبكر: نعم. و... قال الإمام عليه السلام: إنك رددت شهادة الله تعالى
بحق فاطمة عليها السلام، ونقضت حكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه و آله وغصبت
فدك التي كانت بيد فاطمة عليها السلام في حياة أبيها صلى الله عليه و آله وأنت
تعتقد أنك من المسلمين بعملك هذا، فعليك أن تقيم البينة، لأن رسول الله صلى الله
عليه و آله قال: «البينة على من إدعى واليمين على من إدعي عليه»[1].