إن
فاطمة الزهراء عليها السلام لما رجعت من المسجد بعد ما خطبت خطبتها العظيمة وألقت
الحجج على خصومها، خاطبت أبا الحسن عليه السلام وهو جالس في البيت فقالت: يابن أبي
طالب... اشتملت شملة الجنين، وقعدت حجرة الظنين، نقضت قادمة الأجدل، فخانك ريش
الأعزل!... هذا ابن أبي قحافة يبتزني نحيلة أبي وبلغة ابني، لقد أجهر في خصامي،
وألفيته ألد في كلامي... الخ.
فأجابها
علي عليه السلام: نهنهي عن وجدك يا ابنة الصفوة وبقية النبوة، فما ونيت عن ديني
ولا أخطأت مقدوري. فإن كنت تريدين البلغة فرزقك مضمون، وكفيلك مأمون. وما اعد لك
أفضل مما قطع عنك، فاحتسبي الله. فقالت: حسبي الله.