وبعد
أن أكمل السطح بجدٍّ وتفهُّم، رأى (قدس سره) أن الحوزة الموجودة في تبريز لا تروي
عطشه للعلم، فتاقت نفسه للرحيل إلى قم المقدسة والتي كانت تحتضن عدة من الفحول
وعلى رأسهم مؤسس الحوزة الثاني السيد البروجردي (قدس سره)، الذي كان قد نزلها قبل
وقت قصير، وبعد عامٍ على التحديد.
خرج
الاستاذ من تبريز- بعدما ودّع الأحبة- متوكلًا على الله وكُلُّه شوق للبحث
والتحصيل العلمي، مجسِّداً معنى الحديث: «إني وضعت العلم في الجوع والغربة»، فوصل
إلى قم وهو غريبٌ لا يعرف بها أحداً، إلا بعض الأصدقاء الذين قد تعرّف عليهم في
تبريز، وأخذ حجرة في المدرسة الفيضية، والتي تعتبر مركز الدراسة في الحوزة في ذلك
الوقت، ولازالت.
وكان
وصوله إلى قُم في أوائل سنة 1364 ه-. ق وكان عمره الشريف وقتها 19 سنة، ولما استقر
به المقام، شرع في مواصلة تحصيله العلمي، فحضر أولًا عند آية الله العظمى المرحوم
السيد محمد الحجة الكوه كمري (قدس سره) فقهاً واصولًا، ولمدة أربع سنين، وحضر عند
الفقيه آية الله آغا رضي الزنوزي التبريزي (قدس سره) أربع سنين أيضاً في الفقه
الذي كان من تلامذة المرحوم الخراساني (رحمه الله).