كان (قدس سره الشريف) يقول
دائماً: «إن سيد الشهداء (عليه السلام) قدّم كل ما عنده في سبيل الله تعالى
وبشهادته وشهادة أهله بقي الإسلام وبقيت أتعاب جده المصطفى (صلى الله عليه وآله
وسلم) وأبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأمه الصديقة الشهيدة
فاطمة الزهراء (عليها السلام) وأخيه المظلوم الإمام الحسن (عليه السلام)، ودم سيد
الشهداء (عليه السلام) هو الضامن لبقاء الإسلام».[1]
[1] عن حنّان قال: قال أبوعبد الله( عليه السلام):
زورُوا الحُسَين( عليه السلام) ولاتجفوه، فإنّه سيّد شباب أهل الجنّة من الخلق
وسيّد الشّهداء؛[ كامل الزيارات، ص 216؛ ح 316؛ ثواب الاعمال، ص 97]
عن ربعي ابن عبد الله، قال: قلت
لأبي عبداللّه( عليه السلام) بالمدينة: أين قبور الشّهداء؟ قال: أليس أفضل
الشّهداء عندك الحسين( عليه السلام)، والّذي نفسي بيده أنّ حول قبره أربعة آلاف
ملك شعثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة؛[ ثواب الاعمال، ص 97؛ وسائل الشيعة، ج
14، ص 422، ح 19505]
عن عبداللهبن سنان، عن أمّ سعيد
الأحمسيّة، قالت: دخلت المدينة فأكتريت البَغل أو البغلة لأدور عليه قبورَ
الشّهداء، قالت: قلت: ما أحدٌ أحقّ أن أبدأ به من جعفر بن محمّد( عليهما السلام)،
قالت: فدخلت عليه فأبطأت، فصاح بي المكاري: حبستينا عافاكِ الله، فقال لي أبو
عبدالله: كأنّ إنساناً يستعجلك يا أُمّ سعيد، قلت: نعم جعِلتُ فداك إنّي اكتريت
بَغلًا لأدور عليه قبور الشّهداء فقلت: ما آتي أحداً أحقّ من جعفربن محمّد( عليهما
السلام)، قالت: فقال: يا امّ سعيد فما يمنعك مِن أن تأتي قبر سيّد الشّهداء؟ قالت:
فطمعت أن يَدُلّني على قبر عليّ بن أبي طالب( عليه السلام)، فقلت: بأبي أنت وأمّي
ومَن سيّد الشّهداء؟ قال: الحُسَين بن فاطمة( عليهما السلام) يا أمّ سعيد، مَن أتاه
ببصيرة ورَغبة فيه كان له حجّة وعمرة مبرورة، وكان له مِن الفضل هكذا وهكذا؛[ كامل
الزيارات، ص 220]