فَیُنْسِی الْآخِرَهَ أَلاَ وَ إِنَّ الدُّنْیَا قَدْ وَلَّتْ حَذَّاءَ [1] فَلَمْ یَبْقَ مِنْهَا إِلاَّ صُبَابَهٌ [2] کَصُبَابَهِ الْإِنَاءِ اصْطَبَّهَا صَابُّهَا [3] أَلاَ وَ إِنَّ الْآخِرَهَ قَدْ أَقْبَلَتْ وَ لِکُلٍّ مِنْهُمَا بَنُونَ فَکُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الْآخِرَهِ وَ لاَ تَکُونُوا مِنْ أَبْنَاءِ الدُّنْیَا فَإِنَّ کُلَّ وَلَدٍ سَیُلْحَقُ بِأَبِیهِ یَوْمَ الْقِیَامَهِ وَ إِنَّ الْیَوْمَ عَمَلٌ وَ لاَ حِسَابَ وَ غَداً حِسَابٌ وَ لاَ عَمَلَ.
قال الشریف: أقول: الحذاء، السریعه، و من الناس من یرویه جذاء. [4]
الخطبه 43
موضوع الخطبه
و من کلام له علیه السلام و قد أشار علیه أصحابه بالاستعداد لحرب أهل الشام بعد إرساله جریر بن عبد الله البجلی إلی معاویه و لم ینزل معاویه علی بیعته
متن الخطبه
إِنَّ اسْتِعْدَادِی لِحَرْبِ أَهْلِ الشَّامِ وَ جَرِیرٌ عِنْدَهُمْ إِغْلاَقٌ لِلشَّامِ وَ صَرْفٌ لِأَهْلِهِ عَنْ خَیْرٍ إِنْ أَرَادُوهُ وَ لَکِنْ قَدْ وَقَّتُّ لِجَرِیرٍ وَقْتاً لاَ یُقِیمُ بَعْدَهُ إِلاَّ مَخْدُوعاً أَوْ عَاصِیاً وَ الرَّأْیُ عِنْدِی مَعَ الْأَنَاهِ [5] فَأَرْوِدُوا [6] وَ لاَ أَکْرَهُ لَکُمُ الْإِعْدَادَ. [7] وَ لَقَدْ ضَرَبْتُ أَنْفَ هَذَا الْأَمْرِ وَ عَیْنَهُ [8] وَ قَلَّبْتُ ظَهْرَهُ وَ بَطْنَهُ فَلَمْ أَرَ لِی فِیهِ إِلاَّ الْقِتَالَ أَوِ الْکُفْرَ بِمَا جَاءَ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه إِنَّهُ قَدْ کَانَ عَلَی الْأُمَّهِ وَالٍ أَحْدَثَ أَحْدَاثاً وَ أَوْجَدَ النَّاسِ مَقَالاً [9]
فَقَالُوا ثُمَّ نَقَمُوا فَغَیَّرُوا.
[1] 485.الحَذّاء - بالتشدید -: الماضیه السریعه.
[2] 486.الصُبابه - بالضم -: البقیه من الماء و اللبن فی الإناء.
[3] 487.اصْطَبّها صَابُّها: کقولک: أبقاها مبقیها، أو ترکها تارکها.
[4] 488.جَذّاء - بالجیم - أی: مقطوع خیرها و درّها.
[5] 489.الأناه: التثبّت و التأنی.
[6] 490.أروِدُوا: ارفقوا، أصله من أرود فی السیر إروادا، إذا سار برفق.
[7] 491.الإعْداد: التهیئه.
[8] 492.وَ لَقَدْ ضَرَبْتُ أنْفَ هذا الأمْرِ و عَیْنَهُ: مثل تقوله العرب فی الاستقصاء فی البحث و التأمل و الفکر.
[9] 493.أوْجَدَ الناسَ مَقالاً: جعلهم واجدین له.