وَ مَطِیَّهُ [1] التَّعَبِ وَ الْحِرْصُ وَ الْکِبْرُ وَ الْحَسَدُ دَوَاعٍ إِلَی التَّقَحُّمِ فِی الذُّنُوبِ وَ الشَّرُّ جَامِعُ مَسَاوِئِ الْعُیُوبِ.
الحکمه 372
وَ قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیِّ یَا جَابِرُ قِوَامُ الدِّینِ وَ الدُّنْیَا بِأَرْبَعَهٍ عَالِمٍ مُسْتَعْمِلٍ عِلْمَهُ وَ جَاهِلٍ لاَ یَسْتَنْکِفُ أَنْ یَتَعَلَّمَ وَ جَوَادٍ لاَ یَبْخَلُ بِمَعْرُوفِهِ وَ فَقِیرٍ لاَ یَبِیعُ آخِرَتَهُ بِدُنْیَاهُ فَإِذَا ضَیَّعَ الْعَالِمُ عِلْمَهُ اسْتَنْکَفَ [2] الْجَاهِلُ أَنْ یَتَعَلَّمَ وَ إِذَا بَخِلَ الْغَنِیُّ بِمَعْرُوفِهِ بَاعَ الْفَقِیرُ آخِرَتَهُ بِدُنْیَاهُ.
یَا جَابِرُ مَنْ کَثُرَتْ نِعَمُ اللَّهِ عَلَیْهِ کَثُرَتْ حَوَائِجُ النَّاسِ إِلَیْهِ، فَمَنْ قَامَ لِلَّهِ فِیهَا بِمَا یَجِبُ فِیهَا عَرَّضَهَا [3] لِلدَّوَامِ وَ الْبَقَاءِ، وَ مَنْ لَمْ یَقُمْ فِیهَا بِمَا یَجِبُ عَرَّضَهَا لِلزَّوَالِ وَ الْفَنَاءِ.
الحکمه 373
وَ رَوَی اِبْنُ جَرِیرٍ الطَّبَرِیُّ فِی تَارِیخِهِ: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی لَیْلَی الْفَقِیهِ وَ کَانَ مِمَّنْ خَرَجَ لِقِتَالِ اَلْحَجَّاجِ مَعَ اِبْنِ الْأَشْعَثِ أَنَّهُ قَالَ فِیمَا کَانَ یَحُضُّ بِهِ النَّاسَ عَلَی الْجِهَادِ:
إِنِّی سَمِعْتُ عَلِیّاً رَفَعَ اللَّهُ دَرَجَتَهُ فِی الصَّالِحِینَ وَ أَثَابَهُ ثَوَابَ الشُّهَدَاءِ وَ الصِّدِّیقِینَ یَقُولُ یَوْمَ لَقِینَا أَهْلَ الشَّامِ:
أَیُّهَا الْمُؤْمِنُونَ إِنَّهُ مَنْ رَأَی عُدْوَاناً یُعْمَلُ بِهِ وَ مُنْکَراً یُدْعَی إِلَیْهِ فَأَنْکَرَهُ بِقَلْبِهِ فَقَدْ سَلِمَ وَ بَرِئَ [4] وَ مَنْ أَنْکَرَهُ بِلِسَانِهِ فَقَدْ أُجِرَ وَ هُوَ أَفْضَلُ مِنْ صَاحِبِهِ وَ مَنْ أَنْکَرَهُ بِالسَّیْفِ لِتَکُونَ کَلِمَهُ اللَّهِ هِیَ الْعُلْیَا وَ کَلِمَهُ الظَّالِمِینَ هِیَ السُّفْلَی فَذَلِکَ الَّذِی أَصَابَ سَبِیلَ الْهُدَی وَ قَامَ عَلَی الطَّرِیقِ وَ نَوَّرَ فِی قَلْبِهِ الْیَقِینُ.
[1] 4917.المَطِیّه: ما یمتطی و یرکب من دابّه و نحوها.
[2] 4918.اسْتَنْکَفَ: رفض و أبی.
[3] 4919. «عَرّضَها»: أی جعلها عرضه، أی نصبها له.
[4] 4920.بَرِیءَ: سلم و تخلّص من الإثم.