اسْتِبْطَاءِ انْقِطَاعِ مُدَّتِهِمْ فَافْسَحْ فِی آمَالِهِمْ وَ وَاصِلْ فِی حُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَیْهِمْ وَ تَعْدِیدِ مَا أَبْلَی ذَوُو الْبَلاَءِ [1] مِنْهُمْ فَإِنَّ کَثْرَهَ الذِّکْرِ لِحُسْنِ أَفْعَالِهِمْ تَهُزُّ الشُّجَاعَ وَ تُحَرِّضُ النَّاکِلَ [2] إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
ثُمَّ اعْرِفْ لِکُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا أَبْلَی وَ لاَ تَضُمَّنَّ بَلاَءَ [3] امْرِئٍ إِلَی غَیْرِهِ وَ لاَ تُقَصِّرَنَّ بِهِ دُونَ غَایَهِ بَلاَئِهِ وَ لاَ یَدْعُوَنَّکَ شَرَفُ امْرِئٍ إِلَی أَنْ تُعْظِمَ مِنْ بَلاَئِهِ مَا کَانَ صَغِیراً وَ لاَ ضَعَهُ امْرِئٍ إِلَی أَنْ تَسْتَصْغِرَ مِنْ بَلاَئِهِ مَا کَانَ عَظِیماً.
وَ ارْدُدْ إِلَی اللَّهِ وَ رَسُولِهِ مَا یُضْلِعُکَ [4] مِنَ الْخُطُوبِ وَ یَشْتَبِهُ عَلَیْکَ مِنَ الْأُمُورِ فَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لِقَوْمٍ أَحَبَّ إِرْشَادَهُمْ: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِی شَیْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَی اللّهِ وَ الرَّسُولِ فَالرَّدُّ إِلَی اللَّهِ الْأَخْذُ بِمُحْکَمِ کِتَابِهِ[5]
وَ الرَّدُّ إِلَی الرَّسُولِ الْأَخْذُ بِسُنَّتِهِ الْجَامِعَهِ غَیْرِ الْمُفَرِّقَهِ.
ثُمَّ اخْتَرْ لِلْحُکْمِ بَیْنَ النَّاسِ أَفْضَلَ رَعِیَّتِکَ فِی نَفْسِکَ مِمَّنْ لاَ تَضِیقُ بِهِ الْأُمُورُ وَ لاَ تُمَحِّکُهُ [6] الْخُصُومُ وَ لاَ یَتَمَادَی [7] فِی الزَّلَّهِ [8]
وَ لاَ یَحْصَرُ [9] مِنَ الْفَیْءِ [10] إِلَی الْحَقِّ إِذَا عَرَفَهُ وَ لاَ تُشْرِفُ [11] نَفسُهُ عَلَی طَمَعٍ وَ لَا یکَتفَیِ بِأَدنَی فَهمٍ دُونَ أَقصَاهُ [12] وَ أَوقَفَهُم فِی الشّبُهَاتِ [13] وَ آخَذَهُم بِالحُجَجِ وَ أَقَلّهُم تَبَرّماً [14] بِمُرَاجَعَهِ
[1] 4076.ذوو البلاء: أهل الأعمال العظیمه.
[2] 4077.یحرص الناکل: یحث المتأخر القاعد.
[3] 4078.بلاء امریء: صنیعه الذی أبلاه.
[4] 4079.ما یُضْلِعُک من الخطوب: ما یؤودک و یثقلک و یکاد یمیلک من الأمور الجسام.
[5] 4080.مُحْکَم الکتاب: نصه الصریح.
[6] 4081.تمحّکه الخصوم: تجعله ماحقا لجوجا. یقال: محک الرجل - کمنع - إذا لجّ فی الخصومه، و أصرّ علی رأیه.
[7] 4082.یتمادی: یستمر و یسترسل.
[8] 4083.الزَلّه - بالفتح -: السقطه فی الخطأ.
[9] 4084.لا یَحْصر: لا یعیا فی المنطق.
[10] 4085.الفیء: الرجوع إلی الحق.
[11] 4086.لا تشرف نفسه: لا تطلع و الاشراف علی الشیء: الاطلاع علیه من فوق.
[12] 4087.أدنی فهم و أقصاه: أقربه و أبعده.
[13] 4088.الشبهات: ما لا یتضح الحکم فیه بالنص، و فیها ینبغی الوقوف علی القضاء حتی یرد الحادثه إلی أصل صحیح.
[14] 4089.التبرم: الملل و الضجر.