الْخَرَابِ فِنَاؤُهَا [1] وَ شُیِّدَ بِالتُّرَابِ بِنَاؤُهَا فَمَحَلُّهَا مُقْتَرِبٌ وَ سَاکِنُهَا مُغْتَرِبٌ بَیْنَ أَهْلِ مَحَلَّهٍ مُوحِشِینَ وَ أَهْلِ فَرَاغٍ مُتَشَاغِلِینَ لاَ یَسْتَأْنِسُونَ بِالْأَوْطَانِ وَ لاَ یَتَوَاصَلُونَ تَوَاصُلَ الْجِیرَانِ عَلَی مَا بَیْنَهُمْ مِنْ قُرْبِ الْجِوَارِ وَ دُنُوِّ الدَّارِ وَ کَیْفَ یَکُونُ بَیْنَهُمْ تَزَاوُرٌ وَ قَدْ طَحَنَهُمْ بِکَلْکَلِهِ [2] الْبِلَی [3] وَ أَکَلَتْهُمُ الْجَنَادِلُ [4] وَ الثَّرَی [5]! وَ کَأَنْ قَدْ صِرْتُمْ إِلَی مَا صَارُوا إِلَیْهِ وَ ارْتَهَنَکُمْ ذَلِکَ الْمَضْجَعُ [6]
وَ ضَمَّکُمْ ذَلِکَ الْمُسْتَوْدَعُ فَکَیْفَ بِکُمْ لَوْ تَنَاهَتْ [7] بِکُمُ الْأُمُورُ وَ بُعْثِرَتِ الْقُبُورُ [8]هُنالِکَ تَبْلُوا [9] کُلُّ نَفْسٍ ما أَسْلَفَتْ وَ رُدُّوا إِلَی اللّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما کانُوا یَفْتَرُونَ .
الخطبه 227
موضوع الخطبه
و من دعاء له علیه السلام یلجأ فیه إلی اللّه لیهدیه إلی الرشاد
متن الخطبه
اللَّهُمَّ إِنَّکَ آنَسُ [10] الْآنِسِینَ لِأَوْلِیَائِکَ وَ أَحْضَرُهُمْ بِالْکِفَایَهِ لِلْمُتَوَکِّلِینَ عَلَیْکَ تُشَاهِدُهُمْ فِی سَرَائِرِهِمْ وَ تَطَّلِعُ عَلَیْهِمْ فِی ضَمَائِرِهِمْ وَ تَعْلَمُ مَبْلَغَ بَصَائِرِهِمْ فَأَسْرَارُهُمْ لَکَ مَکْشُوفَهٌ وَ قُلُوبُهُمْ إِلَیْکَ مَلْهُوفَهٌ [11]. إِنْ أَوْحَشَتْهُمُ الْغُرْبَهُ آنَسَهُمْ ذِکْرُکَ وَ إِنْ صُبَّتْ عَلَیْهِمُ الْمَصَائِبُ لَجَئُوا إِلَی الاِسْتِجَارَهِ بِکَ عِلْماً بِأَنَّ أَزِمَّهَ الْأُمُورِ بِیَدِکَ وَ مَصَادِرَهَا عَنْ قَضَائِکَ
[1] 3175.فِناء الدار - بالکسر -: ساحتها و ما اتسع أمامها.
[2] 3176.الکَلْکَل: هو صدر البعیر.
[3] 3177.البِلی - بکسر الباء -: أی الفناء.
[4] 3178.الجنادل: الحجاره.
[5] 3179.الثری: التراب.
[6] 3180. «ارتهنکم ذلک المضجع»: أی لقرب آجالکم کأنکم قد صرتم إلی مصیرهم و حبستم فی ذلک المضجع کما یحبس الرهن فی ید المرتهن.
[7] 3181.تناهی به الأمر: وصل إلی غایته. و المراد انتهاء مده البرزخ.
[8] 3182.بُعثرت القبور: قلب ثراها و أخرج موتاها.
[9] 3183.تَبْلُوه: تخیره فتقف علی خیره و شرّه.
[10] 3184.آنس: أشد أنسا.
[11] 3185.الملْهُوف: المضطر یستغیث و یتحسر.