موضوع الخطبه

و من کلام له علیه السلام قاله عند تلاوته: یُسَبِّحُ لَهُ فِیها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِیهِمْ تِجارَهٌ وَ لا بَیْعٌ عَنْ ذِکْرِ اللّهِ

متن الخطبه

إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی جَعَلَ الذِّکْرَ [1] جِلاءً [2] لِلْقُلُوبِ تَسْمَعُ بِهِ بَعْدَ الْوَقْرَهِ [3] وَ تُبْصِرُ بِهِ بَعْدَ الْعَشْوَهِ [4] وَ تَنْقَادُ بِهِ بَعْدَ الْمُعَانَدَهِ وَ مَا بَرِحَ لِلَّهِ عَزَّتْ آلاَؤُهُ فِی الْبُرْهَهِ بَعْدَ الْبُرْهَهِ وَ فِی أَزْمَانِ الْفَتَرَاتِ [5] عِبَادٌ نَاجَاهُمْ [6] فِی فِکْرِهِمْ وَ کَلَّمَهُمْ فِی ذَاتِ عُقُولِهِمْ فَاسْتَصْبَحُوا [7] بِنُورِ یَقَظَهٍ فِی الْأَبْصَارِ وَ الْأَسْمَاعِ وَ الْأَفْئِدَهِ یُذَکِّرُونَ بِأَیَّامِ اللَّهِ وَ یُخَوِّفُونَ مَقَامَهُ بِمَنْزِلَهِ الْأَدِلَّهِ [8] فِی الْفَلَوَاتِ [9]. مَنْ أَخَذَ الْقَصْدَ [10] حَمِدُوا إِلَیْهِ طَرِیقَهُ وَ بَشَّرُوهُ بِالنَّجَاهِ وَ مَنْ أَخَذَ یَمِیناً وَ شِمَالاً ذَمُّوا إِلَیْهِ الطَّرِیقَ وَ حَذَّرُوهُ مِنَ الْهَلَکَهِ وَ کَانُوا کَذَلِکَ مَصَابِیحَ تِلْکَ الظُّلُمَاتِ وَ أَدِلَّهَ تِلْکَ الشُّبُهَاتِ وَ إِنَّ لِلذِّکْرِ لَأَهْلاً أَخَذُوهُ مِنَ الدُّنْیَا بَدَلاً فَلَمْ تَشْغَلْهُمْ تِجَارَهٌ وَ لاَ بَیْعٌ عَنْهُ یَقْطَعُونَ بِهِ أَیَّامَ الْحَیَاهِ وَ یَهْتِفُونَ [11] بِالزَّوَاجِرِ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فِی أَسْمَاعِ الْغَافِلِینَ وَ یَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ [12] وَ یَأْتَمِرُونَ بِهِ [13] وَ یَنهَونَ عَنِ المُنکَرِ وَ یَتَنَاهَونَ عَنهُ فَکَأَنّمَا قَطَعُوا الدّنیَا إِلَی الآخِرَهِ وَ هُم فِیهَا فَشَاهَدُوا مَا وَرَاءَ ذَلِکَ فَکَأَنّمَا اطّلَعُوا غُیُوبَ أَهلِ البَرزَخِ